السبت، ٢٦ يناير ٢٠٠٨

وصية خروف لابنه

ولدي.. إليك وصيتي عهد الجدود

الخوف مذهبنا نخاف بلا حدود

نرتاح للإذلال في كنف القيود

ونعاف أن نحيا كما تحيا الأسود

كن دائمًا بين الخراف مع الجميع

طأطئ وسِر في درب ذلتك الوضيع

أطِع الذئاب.. يعيش منا من يطيع

إياك يا ولدي مفارقة القطيع

......

لا ترفع الأصوات في وجه الطغاه

لا تحكِ يا ولدي ولو كمُّوا الشفاه

لا تحكِ حتى لو مشوا فوق الجباه

لا تحك يا ولدي فذا قدر الشياه

00000

لا تستمع ولدي لقول الطائشين

القائلين بأنهم أسد العرين

الثائرين على قيود الظالمين

دعهم بني ولا تكن في الهالكين

0000000

نحن الخراف فلا تشتِّتْك الظنون

نحيا وهم حياتنا ملء البطون

دع عزة الأحرار دع ذاك الجنون

إن الخراف نعيمها ذل وهون

0000000

ولدي.. إذ ما داس إخوتك الذئاب

فاهرب بنفسك وانج من ظفر وناب

وإذا سمعت الشتم منهم والسباب

فاصبر فإن الصبر أجر وثواب

00000000

إن أنت أتقنت الهروب من النزال

تحيا خروفًا سالمًا في كل حال

تحيا سليمًا من سؤال واعتقال

من غضبة السلطان من قيل وقال

0000000

كن بالحكيم ولا تكن الأحمق

نافق بنيَّ مع الورى وتملَّق

وإذا جررت إلى احتفال صفّق

وإذا رأيت الناس تنهِّق فانهق

0000000

انظر ترى الخرفان تحيا في هناء

لا ذلَّ يؤذيها ولا عيش الإماء

تمشي ويعلو كلما مشت الثغاء

تمشي ويحدوها إلى الذبح الحذاء

0000000

ما العز؟ ما هذا الكلام الأجوف

من قال إن الذل أمر مقرف

إن الخروف يعيش لا يتأفف

ما دام يُسقَى في الحياة ويُعلَف

ليست هناك تعليقات: