الأربعاء، ٢٠ فبراير ٢٠٠٨

حوار مع الحاكم


قلت للحاكم:
هل أنت الذي أنجبتنا ؟
قال: لا لست أنا
قلت:
هل صيّرك الله إلهاً فوقنا ؟
قال: حاشا ربنا
قلت:
هل نحن طلبنا منك أن تحكمنا ؟
قال: كلا
قلت:
هل كان لنا عشرة أوطان
و فيها وطن مستعمل
زاد على حاجتنا
فوهبنا لك هذا الوطنا ؟
قال لم يحدث
و لا أظن هذا ممكنا
قلت: هل أقرضتنا شيئا
على أن تخسف الأرض بنا
إن لم نسدد ديْننا ؟
قال: كلا
قلت:
مادمت، إذن، لست إلها
أو أبا
أو حاكما منتخبا
أو مالكا
أو دائنا
فلماذا لم تزل، يا ابن الكذا،
تركبنا ؟
و انتهى الحلم هنا
أيقظتني طرقاتٌ فوق بابي
افتح الباب لنا يا ابن الزنى
افتح الباب لنا
إن في بيتك حلما خائنا
الشاعر المبدع أحمد مطر

لا بد ان يدفعوا الثمن


اهم و اول طريقة للرد على الدنماركيين الذين آذونا فى رسولنا و أعز ما نملك هى أن نؤذيهم فى اعز ما يملكون ....... المال
فلابد ان نريهم قوتنا و تأثيرنا و قدرتنا على الحاق الضرر بهم اكثر مما يخيلون
و لابد ان ننرى الله من انفسنا خيرا و غيرة على الدين و استعدادا للتضحية من اجل نصرة المصطفى صلى الله عليه و سلم
ابلغ طريقة للرد على هؤلاء هو العمل على تحقيق اعلى معدلات للخسائر لديهم و اكبر معدلات للكساد لسلعهم فى العالم الاسلامى كله بل و الدول غير الاسلامية و التى تهتم بمصالحها مع دولنا يجب عليها ان لا تقف موقف المحايد و يجب ان يكون لها موقف مساند لموقفنا فى هذه الازمة
و لا داعى للضحك علينا و خداعنا بما يسمى الحوار و حرية الرأى و التفاهم مع الاخر و احترام الاخر فهذه كلمات نرددها نحن و لا يفهمونها هم هم لا يفهمون الا لغة واحدة لغة المال و لذا فليكن الرد عليهم باللغة التى يفهمونها و ليكن كل دولار تخسره شركاتهم هو حرف فى رسالة مفهومة لكل الاجناس و ناطقة بكل اللغات " لابد ان تدفعوا الثمن "
هذه القائمة تحتوى على عدد من المنتجات الدنماركية المنشا
هذه البضائع
يحرم شرائها و الاتجار فيها على المسلمين
و كل من يشترى او يبيع هذه المنتجات فقد اعان على خذلان الامة و شارك فى الاسائة الى النبى صلى الله عليه و سلم
فليحذر كل من يخاف الله و اليوم الاخر ان يتعامل بهذ المنتجات او حتى يتعامل مع المتاجر التى تعرضها

و غيرها من المنتجات الدنماركية و جميعها يبدا الكود الخاص به برقم 57 من اليسار و هو مميز لجميع المنتجات الدنماركية


اخى فى الله اذا قمت بمقاطعة البضائع الدنماركية فقد قمت بأول خطوة للدفاع عن كرامة نبيك صلى الله عليه و سلم و ان لم تفعل فماذا تقول له اذا سألك عن ذلك يوم القيامة ؟؟؟

الثلاثاء، ١٩ فبراير ٢٠٠٨

عودة الإساءة الدانماركية.. الدوافع الحقيقية وسبل الرد


بقلم الأستاذ هشام طلبة

الباحث في الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة
كما يعلم الجميع أعادت سبع عشرة جريدة دانماركية نشر رسومات كرتونية قبيحة للنبى "صلى الله عليه وسلم" تصوره إحداها يعتمر عمامة فيها قنبلة ولم تقل سائر الرسومات الإثنا عشر سوءاً عن ذلك.
أولاً: أطرح سؤالاً على أصحاب تلك السقطة الشنيعة. أتعلمون أنتم عمن تتكلمون؟ أتعلمون أنتم بصدد من ؟ لن أقول أنتم بصدد نبي يؤمن برسالته مليار وثلث المليار من البشر فحسب... لكني أذكركم بفضله (صلى الله عليه وسلم) على ما تنعمون به من النعم المادية التي أبدأ بها لعلمي بمدى حرصكم عليها ، لو لم يرسل الله سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) لما تقلبتم في تلك النعم التى تنعمون بها. فقد أرسى قواعد دين أنشأ حضارة لولا اتصالكم بها في الأندلس لما وصلتم لما أنتم فيه.
ما الدفاع الحقيقى وراء تلك الإساءة ؟
يخطأ من يتصور أن مثل تلك الإساءات هم لمجرد إغاظة المسلمين وإخراج الألسنة لهم. صحيح هناك استعلاء ثقافى يقطر من أقلام غلاة الغربيين. كقول " راسموسن" عن المسلمين وبعد تحديه بعدم الاعتذار، إنهم (أى المسلمون) يجهلون كيفية عمل وسائل الإعلام الحرة، ولكن هذا هو نظامنا !!! وكقول سكرتير عام منظمة صحفيون بلا حدود : أن يصدم المسلمون جزء من ثمن أن يعرفوا... وكقول جريدة ليبرو الإيطالية: يا للعار أوروبا تركع للإسلام.وكقول وزير خارجية هولندا :"أوروبا تقدس حرية التعبير مثلما يقدس المسلمون رسولهم". وكقول راسموسن لأمين عام منظمة المؤتمر الإسلامى (حين احتج فى بداية الأمر)أنهم لم يفعلوا شيئا يخجلون منه! كل هذا صحيح، لكن لماذا الآن ؟ ومن المستفيد ؟ يحضرنا هنا قول الأسقف الدنماركى"كارستين نيسين"فى زيارته للقاهرة أن هناك" أيدى خفية" فى هذا الأمر الحق أن أوروبا كان ولا يزال لديها مشكلة وكذلك أمريكا الآن أصبح لديها مشكلة. أمريكا تعانى من عزلة غربية فى حربها على ما تسميه الإرهاب خاصة بعد اعتراض فرنسا وألمانيا على ضرب العراق. وأوروبا تعانى من مشكلة ديمجرافية حيث تتناقص أعدادهم فى حين يزداد المسلمون خصوبة ويهاجرون إلى أوروبا علاوة على دخول العديد من الأوروبين فى الإسلام. وقد قيل إنه لو استمر هذا المعدل لصار أغلب سكان هولندا عام 2030 مسلمين، ولأصبحوا عام 2050 نصف سكان روسيا.(1) بل أن برنارد لويس يتندر على الأوروبين فىقوله لهم اتحادكم سوف يصبح عام 2075 إتحاداً إسلاميا.(2)

الذى أراه أن الحدث كله عملية استدراج من اليمين الأمريكى لأوروبا للحاق بها فىما سمته الحرب على الإرهاب.. وهو فى سريرتهم الإسلام.. وذلك لعدم تكرار الصدام مع أمثال ألمانيا وفرنسا. ولهذا التحليل قرائن، فكوبنهاجن هى مكان صدور إعلانها الشهير بين فلسطينيين ويهود يفرط فىه فى حق العودة وغيره

كما أن إدانة أمريكا وحليفتها انجلترا للرسوم المسيئة كانت سريعة. ومن لم يلاحظ عدم مشاركة جريدة أمريكية واحدة فى إعادة نشر الرسوم؟ بل كانت هناك ضغوط لذلك. مثل استقالة رئيس تحرير " نيويورك برس " لضغط أصحاب الصحيفة عليه لعدم النشر ومثل نشر الواشنطن تايمز إطارا فارغاً يندد بفتور الرد الأمريكى، مما يؤكد وجود ضغوط لمنع النشر. بل كتبت تلك الجريدة أيضا : أوروبا تدرك فى نهاية الأمر المشكلة هو ما كانت تريده الولايات المتحدة وهذا يعنى الحصول على تعزيزات فى الحرب على الإرهابيين.
أما أخطر ما يؤيد ما ذهبنا إليه فهو ذكر حافظ الميرازى فى برنامج " من واشنطن " فى قناة الجزيرة وذكر بعض الصحف البريطانية أن " فلمنج روز" محرر الشئون الثقافية فى الجريدة الدانمركية والمسئول الأول عن الإساءة صديق مقرب لدانيال بايبس اليمينى الأمريكى العتيد وقد كان عنده فى أمريكا العام الماضى. فما الذى يمنع أن يكون ذلك الأمر قد دبر بليل بينهما لاستنفار الخوف الكامن عند الأوروبين من تزايد الإسلام، ولاستفزاز المسلمين... ولعله يخرج منهم من يفعل فى كوبنهاجن ما فعل فى لندن ومدريد من عمليات إرهابية فتنضم أوروبا إلى أمريكا لحربها على الإسلام. لذلك لما لم تفلح الرسوم الكرتونية ثنوا عليها بصور جديدة لأبى غريب. يتأكد لنا ذلك حين نعلم أن المدعو "فلمنج روز" فى الآصل يهودى أوكرانى عمل تحت هذا الإسم وأنه على علاقة وثيقة بالموساد وحزب الليكود الإسرائيلى "هذا ما ذكره عالم الاجتماع الأمريكى "جايمس بتراس" (سطوة اسرائيل ، الدار العربية للعلومص 259). كما أكد فيكتور أوسترونسكى ، عميل الموساد الإسرائيلى أن المخابرات الدنماركية يغادر مسئولون منها كل ثلاث سنوات إلى اسرائيل لحضور دورات يقيمها الموساد(عن طريق الخداع ، قصة الموساد الإسرائيلى ، ترجمة خالد شقير وعبد البارى حويز ، الأهلية للنشر والتوزيع. الاردن) أى أن الدنمارك من أهم مراكز نشاط الموساد. لم يكن إذا غريبا أن يكون السياسى الهولندى الذى ينوى إصدار فيلم يظهر فيه القرآن الكريم وقد تمزق على علاقة بالموساد. والحق أن هذه السياسة الأمريكية الصهيونية ليست جديدة. فقد انشأ رامسفيلد من قبل وحدة أسماها Proactive Pre Emptive operation group.(1)(1) (نقلا عن مقال لمها عبد الفتاح فى اخبار اليوم عدد 17/12/2005 بعنوان "صناعة تغيير نظم الحكم " ). وقد نقلت تلك المعلومة بدورها عن Flynt leveret خبير تحليل المعلومات الأمريكي بمجلس الأمن القومى وال C I A سابقا.
كل دورها استفزاز واستدراج جماعات مسلحة للهجوم على مواقع معينة !!! لتوظيف ذلك سياسياً لتشويه صورة الإسلام فى الغرب والحد من انتشاره ، وفى نفس الوقت إخافة الشعوب الغربية من المسلمين فتطلق يد المحافظين الجدد لتنفيذ أجندتهم. والحق أن سلسلة ترويع الغربيين من المسلمين مستمرة. كان آخرها تصريحا لوزير الدفاع البريطانى "جون ريد" ذكر فيه أن المتطرفين المسلمين يسعون ( وعندهم القدرة على ذلك ) لتدمير إسرائيل وقتل كل اليهود وغير المسلمين!!.

من المتسبب فى ما حدث ؟
الحق هناك أربع فئات عندنا مع تفاوت النسب مسئولون عما حدث:
1- القائمون على شئون البلاد والمتصرفون فيها لعدة أسباب: لقد استعلى علينا غربيون لتخلفنا العلمى والمادى والديمقراطى، وهم المسئولون عن ذلك بل عندما خرجت مظاهرات فى بلاد لا تسمح فى العادة بذلك قالوا ذلك أمر مدبر.
2- بعض الرسميين من علماء الدين لأنهم قبل ذلك قدموا مسوغاً شرعياً لأمور مشابهة كقولهم أن هذه الدولة الغربية من حقها فعل ما تشاء.* فشجعهم ذلك على تكرار الفعل.
3- الطابور الخامس من الصحفيين والإعلاميين والذين يسيرون فى الأمة إرجافا وتثبيطاً. ولولاهم لراجع أعداؤنا مواقفهم. ولذلك أنشأ لهم رامسفيلد إدارة التضليل الإعلامى، لتجنيد صحفيين عرب لحسابهم.
4- الجماعات الإسلامية المسلحة المخترقة: حقيقة لو كانوا منتبهين ما تم توجيههم بالريموت كنترول عن طريق عملاء من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ولما حدث العديد من الكوارث لنا.

وأخيرا: ما العمل للخروج من تلك الأزمة ؟
يتم ذلك بالعمل على أربعة محاور
1- المحور الشعبى، وهو محور المقاطعة الاقتصادية والمظاهرات دون حرق بنايات ولا حتى أعلام.فقد حاول بعض غلاة اليمين الدانماركى حرق مصاحف ردا على حرق أعلامهم. وقد نقيس ذلك على قوله تعالى :- " ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم "( الأنعام 108). وقد سوق أعدؤنا مسألة حرق الأعلام تسويقا شيطانيا واعتبروه دليل عنف. بل منهم من صور علماء الدين عندنا الذين كانوا يمنعون الغاضبين من حرق سفارات الدول المعنية على أنهم يدفعون الناس لذلك.
2- المحور التشريعى، عن طريق علماء القانون الدولى لدينا. لاستغلال المتاح من تشريعات عند الغرب لمعاقبة الجناة. مثل قانون " جيسو Gaysso " فى فرنسا والذى حوكم به " روجيه جارودى " لأن من بنوده غير معاداة السامية قمع التصرفات العنصرية وكراهية الأجانب ( كما ذكرت د. زينب عبد العزيز فى مقالها القيم المنشور بموقع Alshaab.com تحت عنوان " تأملات فى المسألة الكاريكاتورية المسيحية ") كما أن هناك بعض بنود فى القانون الدانمركى تسمح بشىء من ذلك. فهناك قانون ضد الهرطقة أو التجديف Blasphemy ضد الإيمان، وقانون ضد العنصرية والتمييز وقانون ثالث ضد التشهير (كما ذكر سفير الدانمارك بالقاهرة). وكذلك القانون الأمريكى للحماية من الاضطهاد الدينى. أو بعد ذلك السعى الحثيث لاستصدار قانون جديد سواء فى أوروبا أو الأمم المتحدة. واستغلال تصريحات مسئولين غربيين مفيدة لنا. مثل قول كلينتون أن العالم يتجه إلى معاداة الإسلام بعد معاداة السامية. ونختار اسماً رنانا كقانون "الاسلاموفوبيا" مثلاً كما ذكر أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامى. وفى هذا الاتجاه أيضا يجب السعى لاستصدار قانون فى الدانمارك وغيرها للاعتراف بالإسلام وبمراجعة الكتب المدرسية فيما تذكره عن الإسلام وتنقيتها فى التحامل عليه وهذا ما طالب به زعيم المحافظين فى البرلمان الأوروبى.

3- المحور العلمى، وهو محور استغلال مناخ الحديث عن الإسلام لعرضه وذلك:
أولا: بإنشاء مرصد لما يكتب عنا فى الغرب، حتى لا نتأخر فى الرد ونؤاخذ عند الرد المتأخر أو تتبدل الأمور وتتغير. وقد قامت من قبل د. زينب عبد العزيز بوضع دراسة جدوى لهذا المشروع منذ عشر سنوات ولم يهتم به أحد.
ثانياً : سرعة ترجمة وإرسال كتب عن الإسلام للمراكز الإسلامية فى الغرب المتشوق لمعرفة ديننا. والتعاون الوثيق مع تلك المراكز وتلبية احتياجاتها وكذلك التعاون مع المكاتب الثقافية العربية ودعوة المستشارين الثقافيين للقيام بواجبهم حيال ذلك وعدم الإكتفاء بكتابة التقارير عن المبعوثين بل إن الأمر يستوجب استحداث منصب المستشار الدينى لسفاراتنا. ( كما طالب من قبل د. زغلول النجار ).
ثالثاً : التواصل مع المراكز الثقافية الغربية فى بلادنا وذلك لمخاطبة المتواجدين منهم فى مصر، ولنبدأ بالمركز الدانمركى المصرى للحوار.
رابعاً : استقدام بعض مثقفيهم وتمويل ذلك من رجال إعمال وغيرهم.
خامساً : إقامة ندوات وحلقات نقاشية فى كوبنهاجن وغيرها. ولنستفد فى هذا الأمر ممن أسلموا من الغربيين مثل د. مراد هوفمان والشيخ حمزة يوسف ويوسف إسلام والعالم الفرنسى " عبد الحق جيداردونى " وغيرهم.
ولنحرص على تنوعهم الفكرى بل والإبداعى فما المانع من إرسال منشدين كسامى يوسف وقراء شبان كمشارى راشد. بل وكذلك إقامة معارض لفنانين مسلمين. كل ذلك لإظهار جانب الحضارة والتنوع. وهم أى الدانماركيون والغربيون ، يساعدوننا فى هذا الأمر لأنهم معنيون بذلك كما قال رئيس منظمة " دايمنشن " الدانماركية :" تقع على عاتقنا نحن الدانماركيين مسئولية معرفة الآخر والتعرف على ثقافته".. فمن مصلحتهم أن يعرفونا فلا يقعوا فى أزمة كالمقاطعة الاقتصادية وغيرها مرة أخرى.
وهذا المحور هو الأهم وقد قال ربنا تعالى : " عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم " (الممتحنة 7)
سادسا: إنشاء قنوات فضائية بألسنة القوم يقوم عليها مسلمون من تلك البلاد.
وقد قرأنا فى هذا الأمر أخباراً تتحدث عن اجتماع 85 منظمة إسلامية عالمية تمثل المجلس الإسلامى العالمى للدعوة والإغاثة برئاسة كامل الشريف فى القاهرة وبحضور شيخ الأزهر وبعض وزراء الأوقاف لبحث إنشاء تلك القناة بعدة لغات.
4- محور الجهاد المدنى (كما سماه فهمى هويدى)(3) وهو إصلاح كافة مؤسساتنا المدنية ( أى الإصلاح السياسى ) فلا نتخلف علمياً ولا ديمقراطياً كما يعيرنا بذلك أعداؤنا.
لم يبق إلا أن نقول إن تولينا عن نصرة حبيبنا محمد (صلى الله عليه وسلم) الذى يعز عليه عنتنا والحريص علينا بمثل ما ذكرنا – فإنه حسبه الله تعالى:
" لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم. فإن تولوا فقل حسبى الله لا اله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم " (التوبة 128-128).

ونحن في انتظار رسائلكم وتعليقاتكم

الهاتف: 0020127793747 من داخل مصر : 0127793747

الإيميل : tolba_hesham@yahoo.com

الهوامش:

(1) نقلا عن مقال شديد الأهمية لأستاذ التاريخ الأمريكى " نيال فيرجسون" فى مجلة " السياسة الخارجية “FOREIGN POLICY” بعنوان " عالم من دون سلطة، عدد يوليو أغسطس 2004وهو ما أكده كذلك "رائد حليحل" أحد زعماء مسلمى الدنمارك فى حديثه لأفاق عربية عدد9/2/2006م ص5
(2) نقلا عن تحليل ممتاز لوليد الشيخ فى عدد 6/2/2006م فى جريدة الأسبوع ص7 بعنوان " سقوط الغرب"

*صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية ذكرت فى الأيام الأخيرة من عام 2003م أن تصريحات الشيخ طنطاوى بأن من حق فرنسا سن قانون الحجاب تعد شيك على بياض لساركوزى وزير داخليتها.

الجمعة، ١٥ فبراير ٢٠٠٨

حرية التطاول على الاديان

مريم العذراء تتنكر بلباس أفغاني.. بينما تحيط الهالة النورانية ليس بوجه المسيح بل بوجه أسامة بن لادن!! هذه ليست خزعبلات مسلم حاقد على الديانة المسيحية اختار الانتقام من الرسوم المسيئة للرسول صلى الله الله عليه و سلم، و إنما ببساطة هي تماثيل من إبداعات فنانين أستراليين اختاروا الدفاع عن حقهم في "حرية التعبير"!! العملان الفنيان أثارا موجة من الاستياء وصلت لحد الاستنكار من قبل رئيس الوزراء الأسترالي نفسه "جون هوارد".. استنكار لطالما أملته الشعوب الإسلامية في أزمة الرسوم المسيئة و لكنها انتظرته طويلا ..و السبب أن الرمزين اختلفا ..فالرسول صلى الله عليه و سلم هو رمز للملايين من المسلمين "المتخلفين" الذين لا يقيمون لحرية التعبير وزنا ..أما صورة المسيح فهي "انتهاك صارخ" لمشاعر المتدينين الأستراليين!
العمل الفني الأول للفنانة بريسيلا براكس، يحمل عنوان "الشرقيون الملتحون.. صناعة صليب
الإمبراطورية"، وهو عبارة عن رسم "مزدوج الرؤية" يصور كلاً من السيد المسيح وبن لادن، زعيم
تنظيم القاعدة. تنتابني بشدة حالة من "الديجافو" و هو شعور غريب بأنك رأيت هذا المشهد من
قبل ..غير أن الغرابة تنتفي من المشهد لأنه قريب جدا. المشهد هو ذاته و لكن بأسماء و صور
مختلفة!! ..فالقنبلة التي حلت محل عمامة الرسول صلى الله عليه و سلم في الرسوم المسيئة يقابلها
استبدال لحية المسيح الطويلة بلحية بن لادن !!

الفنانة البريئة لم تقصد سوى "مزج" الخير و الشر في صورة واحدة .و لكن أحد المدونات و اسمها
شيرلي اعترضت بقول: "بوسع المرء أن يقارن أسامة بن لادن بـ(الزعيم النازي أدولف) هتلر أو
(الرئيس العراقي الراحل) صدام (حسين) فقط، لكن المسيح جاء إلى الأرض ليس ليرهب، وإنما
ليخلص البشرية". إذا استبدلنا كلمة "المسيح" بكلمة "الرسول" فهي العبارة ذاتها التي استخدمها
المسلمون للدفاع عن رسولهم !! لماذا لم يستمع أحد من العالم" المتمدن الغربي" لاحتجاجات
المسلمين ؟؟ أم أننا شعوب تحكمنا عواطفنا الملتهبة التي لم يعد لها معني في عصر الحداثة و سيادة المنطق؟؟

مريم العذراء ..
أما تمثال مريم العذراء المبرقع بالزي الأزرق الأفغاني فهو للفنان لوك سوليفان، ويحمل عنوان
"السر الرابع لفاطمة"، فهو يمثل تمازجا بين رمزين شديدي التضاد في العقل الغربي..إذ كيف
لـ "رمز التخلف -البرقع الطالباني-" برأيهم أن يتطاول على مريم رمز الطهر و العفاف؟ تمثال قد
يمثل صدمة للذاكرة البصرية لدى المواطن الغربي تذكر بالصدمة التي تلقاها الفرد المسلم لدى رؤيته
للقنبلة في أزمة الرسوم المسيئة !

تماثيل مسيئة .. و دلالات
هذه الأزمة إن دلت على شيء فإنما تدل على استفحال داء لطالما عانى منه العقل الغربي و هو
"ازدواجية المعايير"..إذ انتقدت جماعات الضغط المسيحية في أستراليا اللوحة والتمثال المثيرين
للجدل لتقول جلينيس كوينلان، المتحدثة باسم اللوبي: "من المؤسف حقا أن الناس يأخذون حريات
(في التعامل) مع الدين المسيحي لا يأخذونها مع ديانات أخرى". ربما نست أو تناست السيدة كوينلان
أن الناس أخذوا حريات جمة في التعامل مع دين آخر قبل أشهر فقط و هو الدين الإسلامي..فلماذا
أنكرت الللوبيات استخدام الحرية المفرطة مع الدين المسيحي و لم تستنكره مع الدين
الإسلامي؟ ..أوليست النفس البشرية واحدة و تعلقها بالدين سواء ؟؟

كثير من كتب الأطفال الأجنبية تصور الاله -تعالى الله عن ذلك- و هو يشرب القهوة في استراحته خلال
خلق السماوات و الأرضين السبع..حجة استخدمها المفكرون أيام أزمة الرسوم في شرح مظاهر
عدم تعلق الغربيين بالدين و لكن أزمة التماثيل أثبتت أن الدين ما زال يمثل هاجسا لدى المجتمعات
الغربية الصناعية رغم انحساره الظاهر في الحياة العامة..فهل دخل العالم فعلا مرحلة صراع الثقافات
و الحضارات كما نظّر هانتنغتن في كتابه؟؟ و إذا كان الغربيون بشر يشعرون بالإهانة كما نشعر بها
نحن فلماذا يصادر حقنا "بالتعبير" عن الاستياء؟؟ أم أن التعبير عن الرفض أصبح "رفاهية" لا تحق
إلا للشعوب المتحضرة ؟؟

الاسائة الغربية للرسول باقلام المحللين

فهمي هويدي: من دروس الحملة الأوروبية على نبي الإسلام

لا أستطيع أن أخفي عدم ارتياحي للعنف الذي استخدم ضد بعض السفارات الدنماركية والنرويجية في الخارج، لكن غضبي لكرامة نبي الإسلام الذي أهين في البلدين أكبر، فضلا عن أنني أزعم أن موقف حكومة الدنمارك بوجه أخص يتحمل جانباً كبيراً من المسؤولية عن الذي جرى لسفاراتها، ولأنني أحسب أنني لست بحاجة لأن أشرح لماذا كان الغضب كبيراً لكرامة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي وعند غيري، فإنني سأتوقف قليلاً أمام النقطتين الأخريين.

ذلك لم يحدث للأسف، الأمر الذي ينبهنا إلى ان الثقافة السائدة لم تستوعب لا فقه انكار المنكر كما تعلمناه في الإسلام، ولا أساليب النضال المدني وفنونه التي تقدمت كثيراً في عالمنا المعاصر، فقد تعلمنا أن للانكار درجات، كما أن له أصولاً وقواعد، منها مثلا أن يؤدي الانكار إلى تحقيق المراد، وأنه لا يتسبب في وقوع منكر أشد منه وأكبر، وهو ما لم يحدث في الحالة التي نحن بصددها، حيث تناقلت وسائل الإعلام العالمية صور السفارات الدنماركية وهي تحترق، في حين تجاهلت الصور التي أهانت نبي الإسلام وأثارت ثورة المسلمين.

من ناحية أخرى، فإن جوهر النضال المدني يقوم على فكرة استخدام الأساليب السلمية التي تحترم القانون في إيصال رسالة الاحتجاج والغضب، وقد أشرت تواً إلى مسألة التظاهر السلمي، التي هي أبسط تلك الأساليب، التي سبقتنا إليها الممارسة في الديمقراطيات الحديثة، لكننا تخلفنا في هذا الباب، لأنه ليست لدينا ديمقراطيات تفرزها!

في هذه الأثناء أطلقت الدعوة إلى مقاطعة البضائع الدنماركية، وهي الدعوة التي حققت نجاحاً نسبياً في العالم العربي على الأقل، الأمر الذي أزعج السلطات في كوبنهاجن، التي تعرضت لضغوط قوية من المؤسسات الاقتصادية صاحبة المصالح الكبرى في المنطقة، فنشرت الصحيفة التي أثارت الفتنة اعتذاراً خجولاً باللغة العربية على إحدى صفحاتها، في حين تمسكت بموقفها الذي زعمت أنه يمارس «حرية التعبير»، فيما نشرته باللغة الدنماركية في نفس العدد، وفي الوقت ذاته صدرت عن المسؤولين في الحكومة الدنماركية تصريحات تحدثت بشكل عام عن أهمية احترام أديان الآخرين، ولم تتضمن أي حديث صريح عن الاعتذار للمسلمين عما أقدمت عليه الصحيفة، التي وفرت لها الحكومة الغطاء الأدبي والسياسي.

بقيت بعد ذلك عدة ملاحظات على المشهد ألخصها فيما يلي:

* إن سلاح المقاطعة الشعبية أثبت جدارته، باعتباره يمس المصالح الغربية في اقتصادها (الذي هو أعز ما تملك)، وهو سلاح ينبغي الاحتفاظ بفعاليته، لأهميته البالغة من ناحية، ولأنه يعد من أقوى أساليب النضال المدني تأثيراً، ويحسب لأزمة الرسوم الكاريكاتورية أنها دفعت البعض إلى التنادي لاستحضار ذلك السلاح المعطل، الذي نحن أشد ما نكون حاجة لاستخدامه على جبهات أخرى، خصوصاً في مواجهتنا للضغوط ومظاهر العدوان الغربي الكثيرة على أمتنا.

* إن الموقف الشعبي من الأزمة أسبق وأقوى كثيراً من الموقف الرسمي في العالم العربي والإسلامي، وإذ نقدر الجهود والمواقف التي عبرت عنها منظمة المؤتمر الإسلامي وعدد من الحكومات العربية لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، إلا أننا يجب أن نعترف بأن النتائج ستصبح أفضل كثيراً لو تضأمنت أغلب أو كل الحكومات الإسلامية في اتخاذ موقف حازم من حكومة الدنمارك، وهو الحد الأدنى، لو أن وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في العالم العربي على الأقل، عقدوا اجتماعاً طارئاً وأصدروا بياناً مشتركاً أعلنوا فيه موقفهم الرافض لإهانة نبي المسلمين، وهم الذين لم يقصروا ـ فرادى ومجتمعين ـ بل وتنافسوا في الحملة ضد الإرهاب وأهله

الشيخ السيد عسكر: لماذا يكرهون نبي الرحمة؟!

يعتقد المسلمون جميعًا أن الله تبارك وتعالى رفع قدر الأنبياء والمرسلين، وأعلى من شأن عباده الصالحين، وقد بيَّن الله ذلك في كثير من آيات القرآن الكريم، كما أمر الله عز وجل أمةَ محمد- صلى الله عليه وسلم- بالاقتداء برسل الله أجمعين؛ لأنهم الأسوة الحسنة والقدوة الطيبة ورسل الهداية.

إن العالم اليوم تحت القيادة الغربية يُسرع الخطى نحو الهاوية، والبشرية تحفر قبرها بظلفها، وتبحث عن قوارير الدواء لتحطِّمَها حتى تسدَّ على نفسها الطريق الموصل إلى الشفاء.. إن ما نراه اليوم على الساحة العالمية عجيبٌ وغريبٌ.. البشرية تنتحر وتقاوم مَن يملك إنقاذَها وتحاول قتلَ مَن يملك الدواء لعللها وأسقامها.

إن من الصعب على الأوروبي الذي تربَّى تربيةً مسيحيةً مغلقةً أن يتحرر من الأفكار التي طالما لاقت رواجًا على مرِّ القرون الطويلة بأن محمدًا- صلى الله عليه وسلم- كان نبيًّا كاذبًا ومخادعًا ومحبًّا للشهوات وداهيةً سياسيًّا، كما أن من الصعب على هذا الأوروبي أن يفهم معنى إجلال المسلمين الكبير لرسولهم- صلى الله عليه وسلم- وتوقيرهم إياه باعتباره أكمل إنسان على وجه الأرض.. يقول مصطفى صادق الرافعي في كتابه (وحي القلم): لو اجتمعت فضائل الحكماء والفلاسفة والمتألِّهين وجُعلت في نصاب واحد ما بلغت أن يجيء منها مثل نفسه- صلى الله عليه وسلم- ولأن الله هو الذي ربَّاه ولأنه كان خلقه القرآن بجماله وكماله

عمار تقي: الغرب يكيل بمكيالين

ولكن كيف يعتبر هذا الغرب «المتحضر» أن اهانة المقدسات والرموز الدينية هو نوع من أنواع حرية التعبير والرأي؟ وكيف تسمح لهم ديموقراطيتهم «المتحضرة» أن ينالوا ويستهزؤوا ويسخروا بهذا الشكل المقزز بأقدس المقدسات الاسلامية من دون أدنى اعتبار لمشاعر ملايين المسلمين في أنحاء العالم كافة؟

بلا شك أن هذا الغرب «المتحضر» صاحب شعار الحرية والديموقراطية واحترام حقوق الانسان يعيش اشكالية رهيبة لمفهوم

الحرية والديموقراطية، وخير مثال على هذا التناقض الصارخ هو القانون الذي صدر في الولايات المتحدة قبل نحو عامين، والذي يقضي بادراج الأنشطة والممارسات كافة التي تنتقد أو تتعرض في أي بقعة من بقاع العالم الى اليهود ضمن تقرير سنوي تصدره الخارجية الاميركية عن حقوق الانسان، يهدف الى مناهضة السامية ضمن اطار دولي يسمح للسلطات الاميركية بملاحقة أي فرد أو جماعة تنتقد اليهود (مجرد النقد)؟!

نعم..هذا الغرب «المتحضر» الذي يمنع منعا باتا توجيه النقد لأي شخص يهودي عادي، نجده عندما يصل الأمر الى الهجوم السافر والساقط على مقام رسول الاسلام (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) أو الى اهانة كتابنا المقدس «القرآن الكريم» أو التطاول على مقدساتنا ومعتقداتنا ورموزنا الدينية، فانه يعتبر كل ذلك من باب «حرية الرأي والتعبير والديموقراطية»!

حقا أي اشكالية رهيبة للحرية وللديموقراطية يعيشها هذا الغرب «المتحضر»!

جون إل. إسبوزيتو: المسلمون والغرب.. هل هي حرب ثقافية؟

الغرب بين الإسلاموفوبيا والإكسونوفوبيا

من ضمن الأسئلة الأولى التي وُجهت إلى من قبل الإعلام الأوربي والأمريكي واللاتيني -بصدد هذا الصراع الجاري- ذلك السؤال القائل: "هل الإسلام مضاد للقيم الغربية؟ بمعنى آخر، هل نحن بصدد حرب ثقافية؟". إن إجابة ذلك السؤال تعتمد على طرح أسئلة استيضاحية أخرى تنص على الآتي: ما هي تلك القيم الغربية التي نقصدها ونتحدث بشأنها؟ هل هي تلك القيم الغربية العلمانية التي لا تُميز دينا بعينه، في سبيل إفساح الطريق لجميع الأديان، وفي سبيل حماية المؤمن وغير المؤمن سواء؟ أم أنها تلك القيم الغربية "العلمانية الأصولية" المضادة للدين، والتي تزداد بسرعة شديدة ومكثفة ضد الإسلام منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟.

إن ما نشهده اليوم لا يمت للقيم الديمقراطية الغربية بصلة، فالإعلام الأوربي يعكس اليوم مجتمعا مصابا بالإسلاموفوبيا (كره غير عقلاني لكل ما هو إسلامي) والإكسونوفوبيا (كره غير عقلاني لكل ما هو أجنبي). وإن الرسومات الأخيرة لهي أكبر دليل على الرغبة في الاستفزاز، فهي لا تستخف بـ"أسامة بن لادن" أو بـ"أبو مصعب الزرقاوي"، وإنما هي تستخف بأكثر الرموز قداسة في حياة المسلمين، والغريب أن كل ذلك الاستخفاف يحدث في ظل أسطورة حرية التعبير.

ولكن ما الذي يُحرك ردود أفعال المسلمين؟ في الوهلة الأولى، يقوم بعض المتخصصين طارحين تساؤلهم المعروف: "لماذا يكرهوننا"؟ وتأتي الإجابة "التقليدية الحكيمة": "إنهم يكرهون نجاحنا، وديمقراطيتنا، وحريتنا...". كم هي إجابة سهلة ومُريحة!! وكم هي إجابة خاطئة!! إن من يطلق مثل هذه الإجابة لا يعرف ولا يعترف بأن المحاور الأساسية لهذه "الحرب الثقافية"، الجارية الآن، تتمثل أولا وأخيرا في المعتقدات الإيمانية، وفي الدور الرئيسي للنبي محمد في الإسلام، وفي الحب الذي يحظى به، باعتباره المثل الأعلى والقدوة الحسنة التي يجب أن تُحاكى من قبل المسلمين. إن من يطلق هذه الإجابة لا يدرك محورية الهوية في الحرب الجارية الآن، تلك الهوية التي أُهينت أشد إهانة، والتي نُكل بها أشد تنكيل. فهل كان بإمكان الإعلام الأوربي ذاته -بتوجهه العام- إصدار رسومات كاريكاتيرية مشابهة عن اليهود أو عن الهولوكوست؟ وقد عبر عن ذلك أكبر الأرباب اليهود في فرنسا، "جوزيف سيتروك"، قائلا: "نحن لا نكسب شيئا من الاستهانة بالأديان. إنه نقص في الصدق والاحترام". وقال أيضا: "إن حرية التعبير ليست حقا دون حدود". (إف.بي. 3 فبراير).

أمريكا وأوربا.. أسلوب نفعي

إن الرسومات الكاريكاتيرية المعنية، التي تُسفه وتُحقر من النبي والإسلام، لهي مثيرة للغضب حقا. فهي تدفع إلى الشعور بالاحتقان والازدراء والهامشية في صدور المسلمين، الأمر الذي سيؤدي حتما إلى بناء جدار عازل بين الغرب والمسلمين المعتدلين الذين سيُسهل استدراجهم واستقطابهم -في أغلب الظن- من قبل المتطرفين. بل إن تلك الرسومات ستدعم الأنظمة المستبدة التي تعارض الديمقراطية، وستفتح لها مجالا أوسع لمهاجمة الديمقراطية باعتبارها مضادة للدين والإسلام، كما تزعم تلك الأنظمة.

إن الأسلوب النفعي الماكر الذي استخدمه "رامسفيلد" لوصف الصراع، لا يترك مجالا لتوجيه أي نقد كان تجاه الغرب. فخطابه بمؤتمر "ميونيخ" لم يحمل أية محاولة للتفريق بين أهداف الحركات الإسلامية المختلفة، ولم يحمل أي اعتراف بفشل السياسات الأمريكية في العراق، بل لم يحمل جملة اعتراف واحدة بالدور التاريخي الذي لعبه الغرب في خلق ذلك الغضب المشروع الذي طالما عانى منه المسلمون، إنما حمل خطابه اختزالا للصراع، من خلال صب اللوم كله على العالم المسلم الذي يكافح دوما -ودون فائدة- للوصول إلى تلك الحرية التي يعيشها الغرب، كما يزعم "رامسفيلد".

لا مساومة في القيم

لا تجوز المساومة في المبادئ والقيم الأساسية، ومن ثم لا تجوز المساومة في مبدأ وقيمة حرية التعبير. إلا أن الحريات لا تتواجد في فراغ، بمعنى أنها لا تتواجد دون حدود. ففي كثير من الدول، يمثل التعبير المُحضّ على الكره (مثل إنكار الهولوكوست، أو تحفيز التعصب العرقي، أو دعم الاستئصال البشري) جريمة، يعاقب عليها القانون. وإن ديمقراطيتنا العلمانية الغربية لا تكفل فقط حرية التعبير، وإنما تكفل أيضا حرية العقيدة، فالاعتقاد وعدم الاعتقاد -سواء- يحتاجان إلى الحماية.

إن العولمة ومعها الغرب المتعدد ثقافيا ودينيا صارا محك الاختبار على مصداقية قيمنا الديمقراطية النبيلة. بمعنى آخر، إن التعددية والتسامح في حاجة اليوم إلى فهم أكبر واحترام أكثر، سواء من قبل غير المسلمين أو من قبل المسلمين.

إن حرية الاعتقاد في داخل مجتمع متعدد لا بد أن تعني وجود بعض المقدسات التي يجب معاملتها كما تستحق، وكما ينبغي. وإن الإسلاموفوبيا -الآخذة في التوغل كسرطان اجتماعي- تمثل خطرا وتهديدا لأصول حياتنا ذات السمة التعددية الديمقراطية، ومن ثم يتحتم علينا رفضها، كرفضنا لحركة مناهضة السامية. وبناء عليه، فإنه يلزم على جميع قادتنا السياسيين والدينيين، وعلى جميع المتخصصين والمعلقين لدينا -وبالطبع على جميع وسائل إعلامنا- أن يقودوا المسيرة سويا لحماية قيمنا النبيلة.

الشيخ رائد حليحل: بالأمس الدانمرك واليوم السويد ... معها ... فهلا فعلّنا المطالبة بحقنا ؟!

فقد أقيم في السويد معرض بعنوان (الكلب في الفن)، وقام أحدهم، ويقال عنه (فنان)، بجرأة كبيرة وحماقة أكبر بالإقدام على إقحام خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم بهذه الحماقة ، فرسمه على هيئة كلب –والعياذ بالله- ولكن المعرض رفض نشرها وعارض ذلك أيضا مديرة مدرسة ، فما كان من الجريدة سيئة الذكر –اليولاند بوستن الدنماركية - إلا أن تبنت القضية كما تبنت الجريمة السابقة ، وبنفس الحجة - حرية التعبير والرأي - فأقدمت على نشر رسم منها مصحوبا بمقال ينعى الحرية في بلادها ويستنكر عدم النشر، ويعد ذلك من باب قمع الحريات،

نحن نرى أن الطريقة المتبعة في الغرب هي نفسها، فالسويد التي أدانت رسومات الدنمرك، بل أمرت وزيرة خارجيتها وقتها بإقفال موقع عزم على نشرها، وكلفها ذلك استقالتها، نجد السويد اليوم - وبعد احتجاجات من باكستان عندما اظهر سفير السويد تفهما وتعاطفا مع المسلمين واستنكارا للرسومات - تصريحا لمسؤول في الخارجية السويدية، أن هذا الكلام المنسوب لسفيرهم غير دقيق، بل صرح رئيس وزرائهم انه يأسف وللأسف حكاية كبيرة، وكأن التاريخ يعيد نفسه، فأيام الدانمرك لم نحظ منهم بأي اعتذار بل حاولوا اللعب على الألفاظ واستخدموا كلمة الأسف التي لا تعني في قاموسهم سوى تفهمهم لإنزعاجزك مع عدم الإقرار بأنهم أساؤوا، ويتابع رئيس وزراء السويد كما فعل أخوه من قبل (رئيس وزراء الدانمرك) أنه لا يستطيع أن يقمع الحريات ولا أن يعتذر عما فعله غيره، وهكذا مواقفهم واحدة واضحة بل وقحة لم تتغير ولم تتبدل، حتى أن الصحيفة السويدية قالت كأختها الدانمركية من قبل (لن يسمع المسلمون منا أيّ اعتذار) .

نعم إذا كان مطلوبا من المقيمين في الغرب الدعوة إلى الله والعمل حسب وسعهم، فإن هذا لا يعفي المسلم القادر المقيم بين ظهراني المسلمين أن يكون له موقف متميز، يرتقي إلى مستوى الحدث، بل إن الإغراق في الكلام عن الخطط، بعيدة المدى - والآن تحديدا - كأنه هروب من فريضة الوقت في إظهار الشعور بالإهانة، والتحرق لذلك والغضب لله، وإظهار ذالك حتى لا يكون سكوتنا -بحجة الأناة والروية- مؤشرا خطيرا يفهم منه القوم أننا استسلمنا، ولن ننبس ببنت شفة، بل سيبقى صوتنا مدويا، لم ولن نقبل بالتطاول على نبينا، حتى لو كان ذالك على حساب أرواحنا.

رسالة الى علماء الامة


لقد كشفت مأساة غزة، وما صاحبها من أحداث، وما تلاها من ردِّ فعل عن أهمية قيام كل عناصر الأمة بدورها المنوط بها، ولعل من أهم الأدوار التي ينبغي التأكيد عليها، وإثارة أصحابها ليقوموا بها، دور العلماء.

إن العلماء للأمة كطوق النجاة للغريق ينقذه من الغرق، ويهبه - بإذن الله - حياة جديدة، والعلماء هم من يبصرون الحق إذا عميت البصائر في ظلمات الفتن.

وقد رفع الله عز وجل العلماء في مكانة سامقة ترنوا إليها أبصار المسلمين وأفئدتهم، فقد قال سبحانه وتعالى: )يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ[([1 .

وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم علو منزلة العلماء حتى على العُبَّاد من الأمة، وبين كذلك كيف يرحم الله عز وجل وتدعو الملائكة والناس جميعًا حتى الحيوانات والحشرات للعالم الذي يعلم الناس، فقال صلى الله عليه وسلم: "فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ". ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ، حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا، وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ"[2].

ولهذه المكانة السامقة التي وضع الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم فيها العلماء يلوذ المسلمون دائمًا بهم في الملمات ويسترشدون بأقوالهم علَّها تنقذهم؛ لذا علينا ان نتساءل: ما دور العلماء إذن في مثل محنة غزة؟ وهل قاموا بها فعلاً أم لا؟

إننا نرى أن أول واجب على العلماء القيام به هو تعريف الحكام بما يجب أن يقوموا به، وما يجب أن يكونوا عليه، وإرشادهم إلى ما فيه صلاح الأمة؛ فإن الله عز وجل يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن، وإن الحاكم مسئول أمام الله عز وجل يوم القيامة عن رعيته كلها، "كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ..." كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم[3].

وينبغي أن لا يهتم العالم بما قد يصيبه من أذى نتيجة صدعه بالحق، فكل الناس مبتلًى، وهذا هو ابتلاء العلماء، وإن لم يثبت العلماء ويقولوا الحق، فمن يصدع به إذن؟!!

ولا يفوتنا التذكير بما حدث للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله عندما جأر بالحق في فتنة خلق القرآن، وظلَّ يتحمل التعذيب نتيجة ذلك ما يقرب من سبعة عشر عامًا، حتى نصر الله الحق على يديه بإذنه تعالى.

لقد حفظت الأمة له هذا الجميل، فلقبته بإمام أهل السنة والجماعة، ولكن فضل ربك خير وأبقى..

وكذلك نتذكر بكل الفخر والإعزاز مواقف سلطان العلماء العز بن عبد السلام مع الملك الصالح إسماعيل في دمشق، والصالح نجم الدين أيوب في مصر.

ومن أدوار العلماء المهمة في مثل هذه المحن، إرشاد المسلمين إلى ما يجب عليهم نحو إخوانهم، فالأخوة الإسلامية هي من شعائر هذا الدين، ولا يجوز لمسلم أن يترك نصرة أخيه المسلم حين يحتاجه، وكيفية تفعيل هذه الأخوة في هذه المواقف لابد أن يدلي فيها العلماء بدلوهم.

كما ينبغي أن يوضح العلماء الحقائق لعموم المسلمين، فقد بدأت نبرة أعداء الأمة الإسلامية في الداخل – أي المنافقين - تعلو مدعيةً أن ما حدث من دخول إخواننا المحاصرين في غزة إلى مصر مؤامرة مرتَّبة، وأنه انتهاك للسيادة المصرية، إلى آخر هذا الكلام الذي ألقاه أولياؤهم من أعداء الأمة على ألسنتهم.

تحامل إعلامي واضح

إن على العلماء دورًا كبيرًا في كشف زيف هذه الأقوال، وغرض أصحابها من وراء إطلاقها، كما أن عليهم دعوة الأمة الإسلامية إلى التضامن الحقيقي بالأفعال لا الأقوال.

وعلى العلماء كذلك أن يشرحوا للناس أبعاد القضية، وجذور المشكلة، ولماذا احتُلَّت فلسطين أصلاً، وكيف تم ذلك، ومن العدو في قصتها، ومن الصديق، وما المتوقَّع في هذه الأحداث، وما رد الفعل المطلوب؟

ومن الأحرى بالعلماء إذا دعوا المسلمين إلى أمر مناصرة إخوانهم أن يكونوا أول المشاركين فيه، فيجاهدون بأموالهم وألسنتهم، وإلا فقد الناس القدوة والنموذج، وألقى شياطين الجن والإنس في قلوبهم أن هؤلاء العلماء يقولون ما لا يفعلون، فثبطوهم عن طاعة الله بالوقوف مع إخوانهم.

وإذا أراد العلماء أن يكون لصوتهم أثر فعليهم أن يتجمعوا في كيان واحدٍ ليكون صوتهم مؤثرًا، ولن يحدث ذلك إلا إذا تناسوا خلافاتهم، وأقبل بعضهم على بعضٍ بحب.

وعليهم ألا يكرروا ما حدث خلال فترات الضعف في التاريخ الإسلامي من خلافات أضاعت الأمة، فالتاريخ لا ينسى أنه في عام 317هـ، وبينما وقع خلاف في بغداد بين بعض شيوخ الحنابلة، وبين عموم الناس حول تفسير آية من القرآن الكريم، فتحزَّب كل فريق، واقتتلوا بسبب ذلك، ووقع بينهم قتلى، بينما كان ذلك يحدث كان القرامطة – وهم فرقة خارجة عن الإسلام - يقتحمون المسجد الحرام، ويقتلون الحجيج، ويسرقون الحجر الأسود، ويأخذونه إلى عاصمتهم (هجر) في البحرين لمدة عشرين عامًا.

كان الخلاف بين المسلمين سبب ضعف الأمة وتفرقها، وقد كان علماء هذا الزمان مشاركين في هذا التفرُّق، فعلى العلماء الآن أن يدركوا خطورة الفُرقة، وأن يسعوا إلى الوحدة والتوافق.

وقد أجرينا على الموقع استبيانًا حول تقييم دور العلماء في أزمة غزة، وهل هو ممتاز، أم جيد أم ضعيف، فجاءت نسبة الأصوات لمن يرونه ممتازًا 12.3%، ونسبة من يرونه جيدًا 23.9%، ونسبة من يرونه ضعيفًا 63.9%؛ مما يكشف عن عدم رضا الأمة عن جهود علمائها في هذه المحنة، وعن أدائهم بصفة عامة، فعلى علمائنا أن ينشطوا للقيام بأدوارهم التي أوكلها الله عز وجل إليهم، وينتظرها الأمة منهم.

بقلم د راغب السرجانى

نقلا عن موقع قصة الاسلام http://www.islamstory.com/Default.aspx

الخميس، ١٤ فبراير ٢٠٠٨

الصفعات المدوية على قفا العلمانية (4) الرق


اثير فى فترة سابقة الكلام حول موضوع الرق و ملك اليمين فى الاسلام و قام الحاقدون على الاسلام بالنفخ فى النار و نشر الترهات حول هذا الموضوع و محاولة الاشارة الى الاسلام و كانه يشجع على الرق و الاستعباد بدعوى عدم تحريم الاسلام للرق فى حين ان العلمانية الاوروبية و الامريكية هى التى قضت على الرق و منعته فى العالم كله و هى التى أنشأت منظمات الدفاع عن حقوق الانسان و كل هذا الكلام الفارغ و انا فى ردى على هؤلاء الناس لا انتهج سياسة الدفاع لان الشبهات التى يذكرونها فى مجملها من قبيل التلفيق و الخداع و لا تحتاج الى الرد عليها و لكنى اعتمد منهج اخر
بالبلدى كده منهج فضح كذبهم و نفاقهم و بيان انهم هم من ينلقضون تلك المبادىء التى يتنادون بها ولعل فى هذا المقال صورة من هذا التناقض فهو يشرح كيف ان الحضارة الغربية الاوروبية و الامريكية قامت على الرقو الاستعباد بل و الابادة الكاملة لشعوب باسرها من اجل تحقيق اهدافها و كيف شاركت الكنيسة فى هذا الامر حتى مع الاشارة الى تعاليم الاسلام فى التعامل مع العبيد ونظرة الاسلام لهم كاخوان للاحرار

لوحة توضح الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين الذين تم أبادتهم على يد المستعمرين الأوربيين

كما هو معروف إن الإنسان بدون دين حق يصبح تماماً مثل الحيوان بل أشد فتكاً من الحيوان بل الحيوان أرحم من الإنسان في بعض الأوقات فالحيوان يصيد ويفتك ليأكل ويطعم فراخه وبعد أن يشبع يتوقف عن الصيد حتى يجوع مرة أخرى أما الإنسان فلا حدود لطمعه وجشعه يقول الله تعالى : (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ)[البقرة : 205].

لذلك أنزل الله تعالى الرسل والشرائع حتى يلجم رغبات الإنسان الحيوانية ويجعله إنساناً ربانياً (وقاف عند حدود الله متبع لشرعه).

ولقد علمنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كيف نعامل الأجراء والخدم فقال: (إن إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم).

نحدثكم اليوم حديثاً فيه الكثير من الأسى والحزن عن مأساة الهنود الحمر والعبيد الأفارقة في أمريكا حتى نتعرف سوية على بشاعة وقسوة الإنسان لما يصبح بلا دين.
شاء القدر أن يبتلى الهنود الحمر بالقسط الأوفر من الإبادة والاستعباد .. فقد كان اكتشاف الأمريكتين- بالتزامن مع الثورة الصناعية – كارثة كبرى حلت بعشرات الملايين من سكان أمريكا الأصليين . والذي حدث هو أن عصابات البيض التي وصلت أمريكا وجدت مساحات هائلة من أخصب أراضى العالم البكر بحاجة إلى عشرات الملايين من الأيدي العاملة التي تعذَّر عليهم تدبيرها من أوروبا، ولذلك فكَّر الغُزاة في السيطرة على الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين،لكنهم فشلوا في استعبادهم,فلم يتورعوا عن القضاء عليهم!! وهكذا وقعت واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية في التاريخ .. ويقدر الباحث منير الحمش(1) أعداد السكان الأصليين الذين أبادهم الغزاة الأوروبيون بأكثر من مائة مليون هندي أحمر!!! ولم "يتورع" السادة البيض الذين أسسوا ما يسمى الآن بالولايات المتحدة الأمريكية عن استخدام أحط الوسائل وأخس السُبل للقضاء على الهنود الحمر، ومنها تسميم آبار المياه التي يشرب منها السكان الأصليون، وحقنهم بالفيروسات وجراثيم أشد الأمراض فتكاً مثل الطاعون والتيفود والجدري ومسببات السرطان …إلخ. ويحاول المؤرخون الأمريكيون التقليل من أعداد الضحايا زاعمين أنهم حوالي مليونين فقط، وفى إحصاء عام 1900م قللوا الرقم إلى مليون لا غير!! وهل قتل مليون نفس أمر هَيِّن ؟!!! ويشير المفكر الإسلامي على عزت بيجوفتش – رئيس البوسنة الأسبق – إلى القانون الأمريكي الذي ظل ساري المفعول حتى عام 1865م، وكان ينص على حق الأمريكي الأبيض في الحصول على مكافأة مجزية إذا قدم لأي مخفر شرطة بالولايات المتحدة "فروة رأس هندى أحمر"!!! هذه هي حضارتهم الغربية المزعومة، وهذه هي الكيفية التي تأسست بها الولايات المتحدة الأمريكية التي تتشدق اليوم بالحريات وحقوق

صورة لهندي أحمر يلبس اللباس التقليدي

الإنسان !! ويضيف منير الحمش أن 80% من هنود "كاليفورنيا" مثلاً أبيدوا خلال عشرين عاماً فقط، وهلك الباقون بسبب العمل الشاق حتى الموت "بالسُخْرة" في سبيل رفاهية "السادة" البيض أجداد "جورج بوش"!! وكان اكتشاف مناجم الذهب والمزارع الشاسعة في كولورادو وغيرها من ولايات الذهب وبالاً على الهنود المساكين، إذ دفعت رغبة البيض المجرمين في الحصول على أيدي عاملة رخيصة إلى تنشيط أخس وأقذر تجارة في التاريخ بأمريكا، وهى خطف الأطفال والشباب لاستعبادهم ! وهكذا نشطت تجارة خطف أطفال الهنود من مختلف مناطق أمريكا .وكانت صحف تلك الفترة تمتلئ بصور الشاحنات المكتظة بأطفال الهنود الحمر المتجهة عبر الطرقات الريفية إلى أسواق العبيد في "سكرامانتو" و "سان فرانسيسكو" ليتم بيعهم إلى أصحاب المناجم والمزارع . ومع نهاية القتال في سنوات الاحتلال الأولى، زاد الإقبال على خطف الفتيات - بصفة خاصة – فَهُن يقدمن خدمة مضاعفة " للسادة البيض" العمل الشاق نهاراً، والجنس الإجباري ليلاً(!!) .. وأما الآباء الهنود المساكين فإن الغضب والأسى، الناجم عن خطف واغتصاب واستعباد فلذات أكبادهم، كان معناه أنهم - في نظر الأسياد البيض - "عناصر شغب" تستحق الإعدام فوراً وبلا محاكمة!! وبذلك تحول الخاطفون إلى "أبطال وطنيين أمريكيين" يساهمون في التخلص من "المشاغبين الهنود" الذين يشكلون خطراً داهماً على "أمن الدولة" الأمريكية الناشئة !!! ويقول المؤرخون أن هذه القرصنة وجدت من "يقننها" ويضفى عليها الشرعية التامة عبر قانون أصدره برلمان ولاية كاليفورنيا في أول جلسة تشريعية له في عام 1850م !!! وأصبح خطف الهنود الحمر واستعبادهم بموجب ذلك التشريع عملاً قانونياً يستحق فاعله الثناء والتكريم !!! وبموجب تعديلات أضيفت عام 1860م تم إجبار عشرة ملايين هندي أحمر على قيام بأعمال "السخرة" حتى الموت !! ولم تمض سنوات على هذا التشريع الإجرامي حتى ضاق حاكم الولاية بيتر بيزنت ذرعاً "بالسُخْرة"، فوجه رسالة إلى المجلس التشريعي قال فيها : "إن الرجل الأبيض الذي يعتبر الوقت من ذهب، والذي يعمل طوال النهار، لا يستطيع أن يسهر طوال الليل لحراسة أملاكه. وليس أمامه خيار آخر سوى شن حرب إبادة !!! إن حرباً قد بدأت فعلاً، ويجب الاستمرار فيها حتى "ينقرض الجنس الهندي تماماً" !!!
وهكذا أباد "السادة البيض" 112 مليون هندي أحمر، وأُبيدت معهم حضارات "المايا" و "الأزتيا" و "البوهاتن" وغيرها لإقامة أمريكا زعيمة النظام العالمي الجديد!!!
تعـليق

من أكثر المناظر اثارة للسخرية أن زائر الولايات المتحدة الأمريكية بحراً- عندما تقترب به السفينة من ميناء "نيويورك" – يرى تمثال "الحرية" الشهير خارج جزيرة مانهاتن !!! ويعتبر الأمريكيون البيض تمثال " الحرية " هذا رمزاً لبلادهم !! ويود كاتب هذه السطور أن يسأل هؤلاء: هل أُقيم هذا التمثال رمزاً للحرية التي ُأسبغت على 122 مليون هندي أحمر ؟! أم أنه رمز لحرية عشرات الملايين من الأفارقة المساكين الذين جرى خطفهم وجلبهم بالقوة إلى "الجنَّة الأمريكية" للعمل الشاق حتى الموت من أجل تحقيق "الحلم الأمريكي" ؟!! إنها لمهزلة كبرى أن يُقام تمثال "الحرية" على جثث وجماجم عشرات الملايين من البشر تمت إبادتهم جماعياً بشكل لم يحدث مثله لحيوانات الغابات .. بل لو حدث معشار هذه الإبادة أو 1% منها فقط ضد الحيوانات، لأقامت جمعيات الرفق بالحيوان في الغرب الدنيا ولم تقعدها !! أما إبادة مائة مليون هندي أحمر فهو أمر "يؤسف له" - على حد زعمهم- ولكنه كان "ضروريًا" لأمن البلاد !!! بل كان أبو "الحرية" الأمريكية المزعومة- جورج واشنطن- نفسه يملك ثلاثمائة عبد وجارية في مزرعته الخاصة، ولم يحرر منهم واحداً قط !!
قنص الهنود !!
يحكى المؤرخون الأوربيون المنصفون قصصاً يشيب لهولها الولدان . فقد كان الغزاة البيض يشعلون النار في أكواخ الهنود، ويقيمون الكمائن حولها، فإذا خرج الهنود من أكواخهم هاربين من الحريق، يكون رصاص البيض في انتظار الرجال منهم، بينما يتم القبض على الأطفال والنساء أحياء لاتخاذهم عبيداً واغتصابهم جنسياً أيضاً ! وكتب أحد الهولنديين قائلاً: "انتزع البيض بعض الأطفال الهنود الصغار من أحضان أمهاتهم وقطعوهم إرباً أمام أعينهن, ثم ألقيت الأشلاء في النيران المشتعلة أو النهر !! وربطوا أطفالا آخرين على ألواح من الخشب ثم ذبحوهم كالحيوانات أمام أعين الأمهات" !! إنه منظر ينفطر له قلب الحجر – كما يقول الهولندى الراوي نفسه – كما ألقوا ببعض الصغار في النهر، وعند حاول الآباء والأمهات إنقاذهم لم يسمح لهم الجنود بالوصول إلى شاطئ النهر، ودفعوا الجميع - صغاراً وكباراً – بعيداً عن الشاطئ ليغرقوا جميعاً !! والقليل جداً من الهنود كان يمكنه الهرب، ولكن بعد أن يفقد يداً أو قدماً، أو ممزق الأحشاء برصاص البيض.. هكذا كان الكل إما ممزق الأوصال، أو مضروباً بآله حادة أو مشوهاً بدرجة لا يمكن تصور أسوأ منها (2) وتم نقل أعداد هائلة من العبيد الهنود إلى جزر الهند الغربية للعمل بالمزارع الشاسعة هناك أو لبيعهم لآخرين. كما شُحن مئات الألوف منهم شمالاً إلى نيوانجلند و "نيويورك" حيث مقر الأمم المتحدة، وتمثال "الحرية" المزعوم !! وكان المؤرخ "لاس كأساس" الذي فضح جرائم الأسبان في أمريكا الجنوبية بكتابه الشهير "تدمير الهنود الحمر" قد أثار القضية أمام المحاكم الأسبانية .. فلجأت الحكومة هناك إلى تهدئة الرأي العام الثائر بإصدار قانون يمنع استعباد الهنود بشكل شخصي، لكن "النصوص"- كما يقول لاس كأساس- لم تعرف سبيلها إلى التطبيق الواقعي أبداً في الأمريكتين . وانتشر في كل أمريكا الجنوبية كذلك نظام بمقضاه يسيطر المالك الأبيض لقطعة أرض على كل الهنود الذين يعملون فيها، أي رقيق الأرض بدلاً من الرق الشخصي .. كالمستجير من الرمضاء بالنار (3)!!!
محنة أفريقيا
اكتشف البيض – بعد إبادة معظم الهنود الحمر– أنهم لن يتمكنوا من استصلاح وزراعة عشرات الملايين من الأفدنة في القارة الجديدة – أمريكا – بدون جلب الملايين من الأيدي العاملة الرخيصة . وتفتقت أذهان الشياطين عن خطة جهنمية بدأت كل دول أوروبا الغربية تقريباً تنفيذها. إن الزنوج الأفارقة هم من أقوى أنواع البشر وأكثرهم جلداً وصبراً وتحملاً للمشاق والأجواء القاسية، ولهذا استقر رأى المجرمين على" اصطياد " أكبر عدد ممكن منهم !! وهكذا تكالبت الوحوش البيضاء المسعورة على الفريسة المسكينة- أفريقيا – تنهش فلذات أكبادها بلا ذرة من رحمة أو إنسانية.. آلاف السفن الأوروبية المحملة بالجنود المسلحين بالبنادق والمدافع تقاطرت على الساحل الغربي للقارة السوداء حاملة الموت والخراب لأغلب سكانها، والخطف والاستعباد والإذلال مدى الحياة لمن بقى منهم على قيد الحياة !! تقول المصادر الأوروبية ذاتها أن جيوش إنجلترا وبلجيكا والبرتغال وألمانيا وفرنسا وهولندا وأسبانيا – ذات التسليح المتقدم الذي لا يمكن مقارنته بالسيوف والحراب التي لا يملك الأفارقة غيرها – لم تجد صعوبة كبيرة في السيطرة على الساحل الغربي لأفريقيا المطل على المحيط الأطلنطي ..وخلال خمسين عاماً فقط تم خطف وترحيل ما بين 15 إلى 40 مليوناً من الأفارقة حيث تم بيعهم كعبيد في أسواق أمريكا وأوروبا . ونلاحظ أن المصادر الغربية ذاتها تؤكد أنه من بين كل عشرة أفارقة كان يتم أسر واحد فقط واستعباده،بينما يلقى التسعة الآخرون مصرعهم إما برصاص الغزاة البيض، وأما جوعاً و عطشاً أو انتحارًا من على ظهر السفن التي كانوا يحشرون فيها كالماشية، وكثير منهم كان

بيع العبيد السود في أسترن ماريلاند

يلقى حتفه اختناقاً بسبب تكديس المئات منهم في أقبية السفن في مساحة عدة مترات بلا تهوية أو طعام أو مراحيض !! (3)
وكثيراً ما كان البحارة يقتلون المئات من الضحايا ويلقون بجثثهم في البحر. وعلى ذلك فإن ما لا يقل عن مائة مليون أفريقي قد لقوا حتفهم في 50 عاماً فقط خلال ملاحم "اصطياد العبيد" من القارة المنكوبة. تقول دائرة المعارف البريطانية في مادة "العبودية"
slavery: أن الإنجليز كانوا يشعلون النيران في الأحراش والأشجار المحيطة بأكواخ الأفارقة، فيضطر هؤلاء المساكين إلى الخروج من مساكنهم هرباً من النيران، فتتلقفهم رصاصات القناصة لقتل الرجال, بينما يتم أسر الأطفال والنساء، ثم ترحيلهم إلى مراكز لتجميع العبيد على طول الساحل الغربي الأفريقي تمهيداً لنقلهم بالسفن عبر المحيط الأطلنطي في رحلة بلا عودة !! ونلاحظ أن هذا هو الأسلوب ذاته الذي جرى استخدامه "لاصطياد الهنود الحمر، كما يصطادون الوحوش والحيوانات غير الأليفة من الغابات" !!
ونحن لا نعرف بالضبط الأرقام الحقيقية للضحايا سواء من القتلى أو ممن سقطوا في فخاخ الاستعباد حتى الموت. ولكن من المؤكد أن الأرقام الحقيقية هي أعلى بكثير مما تذكره المصادر الغربية.
ويكفى أن كاتباً غربياً كبيراً ذكر أن عدد القتلى في دولة واحدة هي الكونجو بلغ عشرة ملايين إفريقي في عهد الطاغية الملك "ليوبولد" الذي دمر شعباً بأكمله، وعرقل مسيرة الكونجو لمئات السنين بسبب نهمه وجشعه وإجرامه.
يقول آدم هو تشيلد في كتابه "شبح الملك ليوبولد" أن هذا الطاغية قتل كل هؤلاء خلال 23 عاماً فقط حكم خلالها الكونجو التي كان يدعيها مستعمرة مملوكة له شخصياً بكل ما عليها من بشر وثروات وحيوانات !!! وقد كان الأوروبيون مثل "ليوبولد" في الكونجو، والفرنسيون في مناطق أخرى، والبرتغاليون في أنجولا، والألمان في الكاميرون، والإنجليز في دول أخرى عديدة قد وضعوا نظاماً إجرامياً للسخرة لاستخراج المطاط والذهب وغيرها من كنوز القارة السوداء التي نهبها المجرمون، كما سرقوا فلذات أكباد الأفارقة ,وعطلوا مسيرتهم مئات السنين، ولم يتركوا لهم سوى الموت والخراب الشامل والتعاسة التي لم يفلت منها أحد !! ويعدد "هوتشيلد" وغيره من المؤلفين الغربيين الفظائع التي ارتكبها الأوروبيون في أفريقيا، فقد كان الشنق وتعليق الجثث على الأشجار, وقطع الأيدي والأقدام والأذن والعضو الذكرى أمراً شائعاً مارسه المحتلون على اختلاف دولهم وهوياتهم . وكان من المألوف أيضاً الإجبار على العمل المتواصل تحت الشمس الحارقة بلا ماء أو طعام كاف، والربط بالسلاسل الحديدية، وحرق قرى بأكملها عقاباً على أية بادرة تذمر . وكان هناك نوع من الكرابيج يصنعه الجلادون خصيصاً من جلد الخرتيت بعد أن يتم تجفيفه وتقطيعه بطريقة تترك أطرافه حادة وقاطعة . ويقول هوتشيلد أن عشرين جلدة بهذه الكرابيج كانت كافية ليفقد "المجلود" الوعي تماماً، فإذا ارتفع عدد الضربات إلى مائة جلدة بتلك الكرابيج الشيطانية
فإن المجلود يلقى حتفه فوراً.

وإذا كان زبانية "ليوبولد" يستخدمونها ضد التعساء في الكونجو, فقد كان الفرنسيون يستخدمونها بضراوة أشد في "برازافيل" !! ولم تكن ألمانيا بعيدة عن الميدان، فقد أباد الألمان شعباً بأكمله هو قبائل "الهيريرو" فيما يعرف الآن بـ "ناميبيا". وتكفى قراءة فقرة واحدة من تعليمات القائد الألماني لجنود الاحتلال عام 1904م لإدراك هول ما حدث ووحشية السادة البيض الذين يتطاول أحفادهم الآن على الإسلام : (كل "هيريرو" – أفريقي – يوجد يجب أن يُقتل سواء كان يحمل سلاحاً أم لا وسواء كانت لديه ماشية أم لا .. ولا يجوز اعتقال أي رجل، يجب فقط أن يُقتل") ونحسب أن الأمر لا يحتاج منا إلى أدنى تعليق !! وقد كانت البرتغال كذلك من أكثر دول أوروبا تورطاً في الرق، بل تصفها الزميلة عايدة العزب موسى بأنها "مبتدعة الرق"، وتنقل عن القسيس البرتغالي فرناندو دى أليفيرا فقرات خطيرة من كتابه " فن الحرب في البحر" تتبع فيه كيف كان تُجار الرقيق من البرتغاليين بقيادة صديقه القس "لاس كاساس" أكبر النَخّاسين في عصره،يقومون بترحيل مئات الألوف من العبيد الأفارقة عبر المحيط الأطلنطي بعد خطفهم وانتزاعهم من أسرهم وتقييدهم بالسلاسل(4).
الحاقدون على الإسلام
وكما أشـرنا في ختام الفصل الأول، كان يصاحب كل سـفينة قسيس ليقوم – حسبما ذكر إليفيرا- بتنصير العبيد مقابل مبلغ مالي يتقاضاه عن كل رأس ! وهكذا يسلبون الضحايا الحرية والدين أيضاً !! وحققت الكنائس الأوروبية ثروات هائلة من تلك الرسوم التي تتقاضاها من النَخَّاسين !! وشاركت هولندا أيضاً في تجارة العبيد، حيث طافت مئات من السفن الهولندية موانئ أفريقيا الغربية منذ القرن السادس عشر لنقل ملايين من العبيد إلى أوروبا وأمريكا . بل كانت جزيرة "جورى" التي يجمعون فيها العبيد تمهيداً لنقلهم عبر الأطلنطي تحت سيطرة الهولنديين إلى أن باعوها للإنجليز عام 1872م . وكانت بعثات التبشير "التنصير" الهولندية متورطة في أخس تجارة عرفتها البشرية، ويبدو أنهم اكتشفوا أن خطف واصطياد الأفارقة المساكين واستعبادهم يدر من الأرباح أضعاف العمل على تغيير عقائدهم باسم الرب الذي يزعمون!!
ويكشف"هيوتوماس" سبباً أخر لاختطاف الأفارقة واستعبادهم وهو الانتقام البربري .
يقول "هيوتوماس" : الحقيقة أن البرتغاليين وغيرهم كانوا يصطادون الإفريقيين ويحولونهم إلى عبيد محض انتقام من الأفارقة المغاربة بسبب سيطرتهم على أسبانيا والبرتغال (دولة الأندلس الإسلامية) فقد كان أسلاف هؤلاء المغاربة من المسلمين قد سيطروا على أسبانيا والبرتغال لمئات من السنين"
ومن الواضح كما شهد هيوتوماس أن القوم لم ينسوا أحقادهم رغم أن المسلمين - كما شهد مؤرخو الغرب – قدموا للغرب وللعالم كله أياد بيضاء طوال حكمهم للأندلس .فقد نشروا العلوم والمعارف والحضارة في تلك العهود،وعاملوا غير المسلمين بالأندلس بكل عطف ورحمة !! ويؤيد ما قاله هيوتوماس أن البابا يوجينياس الرابع أعلن رعايته لحملات الاستعباد التي يقوم بها الملك هنرى في أفريقيا !! وفى الفترة من1450 حتى 1460 عقد البابا نكولا الخامس وكالكاتاس الثالث صفقة لاسترقاق الأفارقة مقابل "تعميد" – تنصير – العبيالإسلام.0 كراون للكنيسة عن كل رأس !! بل أرسل أحد الأساقفة سفينة لحسابه في إحدى الحملات !! وبعد كل هذه الفضائح يجدون الوقاحة الكافية للتطاول على الإسلام !!! وقد كانت التفرقة العنصرية – البغيضة – وما تزال حتى الآن – سبباً في تحول كثير من الأمريكيين السود ونظرائهم في أوروبا إلى الإسلام . إذ أن طوفان المظالم والاستعباد والقهر دفعهم إلى البحث عن سفينة النجاة، فلم يجدوا أي سبيل آخر سوى الإسلام الذي يحظر تماماً كل أنواع الظلم والتفرقة بين الناس. الإسلام وحده هو الذي يرد إليهم الاعتبار والآدمية، ويساوى بينهم وبين الطغاة البيض، الأمريكية.ء كهذا في ديانة سماوية أخرى أو أية فلسفة وضعية أو أي نظام آخر .
تعـليق
نلاحظ أن مظاهر التفرقة العنصرية مازالت موجودة حتى الآن في الولايات المتحدة الأمريكية . إذ توجد حتى اليوم أحياء في كبريات المدن الأمريكية يتكدس فيها السود بلا مرافق أو خدمات، كما أن معظم المشردين بلا مأوى
Homelessهم من السود والملونين,وعددهم يفوق الثلاثين مليونا. وفى أمريكا يوجد أكبر عدد من السجناء في العالم كله -2 مليون سجين- ثلاثة أرباعهم من السود (!!!) . ومازلنا نتذكر أحداث لوس انجليوس، حيث ثار السود احتجاجًا على الممارسات البوليسية الإجرامية ضدهم، وسحل مواطن أسود بواسطة رجال الشرطة البيض حتى الموت .واندلعت مظاهرات صاخبة في أكتوبر 2007 م احتجاجا على اعتقال 6 تلاميذ سود وتلفيق تهمة لهم هي الشروع في قتل تلميذ ابيض, لأنه علق أحبالا ومشانق بالمدرسة, إشارة إلى ما كان يحدث من إعدام للعبيد السود بلا محاكمات.وأكدت منظمة حماية الملونين أن السود هم الفئة الأكثر تعرضا للسجن وتلفيق الاتهامات والتعذيب في السجون الأمريكية.
وقد اعترف الرئيس السابق بيل كلينتون بأن الإسلام هو أسرع الأديان انتشارا في الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك أورالشهيرة.ن . وتناولت شبكات تلفاز عالمية مثل
CNNظاهرة اعتناق الملايين من الأمريكيين والأوروبيين للإسلام منذ أحداث 11 سبتمبر الشهيرة . وتبين أن أعداداً كبيرة جداً من البيض اعتنقوا الإسلام كذلك، ومن بينهم أساتذة جامعيون وأطباء وعلماء ومهندسون ومحامون ورجال أعمال، وفتيات في عمر الزهور قبلن طواعية ارتداء الحجاب – و النقاب في بعض الحالات - ورفضن حياة الشهوات والخلاعة والانحلال على النحو السائد في كل دول الغرب . وهكذا فإن العظيم:ِرين الذين حاولوا تغيير ديانة الأجداد السود الذين امتحنوا بالاستعباد، يجدون أنفسهم عاجزين الآن تماماً عن وقف اعتناق الملايين من أحفادهم للإسلام الدين الحق والدين الأصلي للمُسْتَعْبدَين الأوائل ! وصدق الله العظيم : "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون " يوسف الآية (21) . بل إن بعض الحاقدين يحاول التقليل من أهمية سرعة انتشار الإسلام في أمريكا قائلاً: أن الزنوج هم الذين يُسلمون، ولا يعلم هؤلاء الأغبياء أنه حتى لو صدقوا في هذا – وهم كاذبون – فإن هذا يحسب للإسلام وليس ضده. لأن الأسود يعلم أن الإسلام هو وحده الذي يضمن له كل الحقوق والعدالة والمساواة مع الآخرين، وتلك شهادة لصالح الإسلام وضد الغرب في ذات الوقت .
القانون الأسود
وقد لجأ البيض إلى أساليب شيطانية لقمع العبيد وقهرهم والسيطرة عليهم .. وقننوا هذا كله بتشريعات تشكل وصمة عار لأي نظام قانوني في التاريخ. يقول العَلاَّمة محمد فريد وجدي: "كان القانون الذي يتناول أحوال الرقيق يُعرف في كل أمة من الأمم المعاصرة بالقانون الأسود. وعلى سبيل المثال كان القانون الأسود الفرنسي الذي صدر سنة (1685) ينص على أن الزنجي إذا اعتدى على أحد الأحرار أو ارتكب جريمة السرقة عوقب بالقتل أو بعقاب بدني آخر، أما إذا أبق العبد فإن نص القانون أن الآبق في المرة الأولى والثانية يتحمل عقوبة صلم الأذنين والكي بالحديد المحمى، فإذا أبق الثالثة قتل . وقتل الآبق كان معمولا به أيضاً في انجلترا، فقد نصت على أن من أبق من العبيد وتمادى في إباقه قتل. وكان غير مسموح لذوى الألوان أن يحضروا إلى فرنسا لطلب العلم . ودام الحال على هذا في فرنسا حتى ظهرت ثورة 1848 فسعت في أبطال الاسترقاق. أما في أمريكا فكان القانون في غاية الشدة والقسوة، وكان مقتضى القانون الأسود أن الحر إذا تزوج بأمة صار غير جدير بأن يشغل وظيفة في المستعمرات . وكانت القوانين تصرح بأن للسيد كل حق على عبده حتى حق الاستحياء والقتل وكان يجوز للمالك رهن عبده وأجارته والمقامرة عليه وبيعه كأنه بهيمة(!!) . وكان لا حق للأسود في أن يخرج من الحقل ويطوف بشوارع المدن إلا بتصريح قانوني. ولكن إذا أجتمع في شارع واحد أكثر من الأمريكتين.رقاء ولو بتصريح قانوني كان لأي أبيض إلقاء القبض عليهم وجلدهم!!(5) .
وهذه النصوص كانت مطبقة في كل أنحاء الأمريكتين .
اعتذار بعد فوات الأوان !!
في عام 2006م قدمت كنيسة إنجلترا اعتذاراً رسمياً علنياً عن دورها المشين في الاتجار بالرقيق، واقتناء عشرات الألوف من العبيد ظلوا يعملون حتى الموت في المزارع الواسعة التي تمتلكها الكنيسة في منطقة الكاريبي . وقد شاركت في قنص وترحيل العبيد 2704 من السفن البريطانية . وفى مارس 2007م قاد الدكتور روان ويليامز رئيس أساقفة كانترى- كنيسة إنجلترا- مسيرة حاشدة شارك فيها عشرات القساوسة والشخصيات العامة، طافت شوارع لندن، اعتذاراً عن "تورط الكنيسة في التاريخ البشع للعبودية في العالم" على حد قول وليامز نفسه. وأضاف رئيس أساقفة بريطانيا :" أنه ليس الندم فقط، بل يجب إعلان التوبة عن مشاركتنا في هذه الوصمة التي كلفت الملايين، من العبيد البؤساء أرواحهم وممتلكاتهم، ودمرت إقتصاديات العديد من دول أفريقيا" (6)

نقلا عن مقالة لأستاذ حمدي شفيق نشرت في موقع صيد الفوائد بتصرف.
المراجـع
1- منير الحمش – أمريكا والكنانيون الحمر – دراسة منشورة بمجلة أخبار الأدب – دمشق – 9/6/2002م – بتصرف .
2- الحمر والبيض والسود – جارى ناس – ترجمة مصطفى أبو الخير – سلسلة الألف كتاب – مصر – بتصرف .
3- المرجع السابق – بتصرف .
4- عايدة العزب موسى – العبودية في أفريقيا – مكتبة الشروق الدولية – مصر – طبعة 2004م – مواضع متفرقة من الكتاب بتصرف – وأنظر أيضاً المراجع الهامة التي ذكرتها هناك .
5- محمد فريد وجدى – دائرة معارف القرن العشرين – طبعة دار المعرفة – بيروت – المجلد الرابع – حرف الراء "الرق" ص 277-278 وأنظر أيضاً "الرق في الإسلام" لأحمد شفيق باشا
6- موقع شبكة
BBCباللغة العربية على الإنترنت – 24 مارس 2007م . بتصرف
7- موقع قناة الجزيرة على الإنترنت باللغة العربية – 24 مايو 2007م . وانظر ايضا الموقع الاسلامى الممتاز : صيد الفوائد
www.saaid.net

الصفعات المدوية على قفا العلمانية (3) الاسلام فى عيونهم

لقد أذهلت الصحوة الإسلامية العالم أجمع شرقيه وغربيه عربيه وأعجميه، فأخذت التصريحات والحملات والمخططات تتوالى لوأد الصحوة، والقضاء على أنفاسها و كان من اشهرها تلك الرسوم المسيئة للرسول .

ولكن هيهات أن ينال أعداء الإسلام من هذا الدين الخالد، وهيهات أن يسيطروا على أتباعه، أو يجففوا منابعه كما يزعمون وما أكثر الإرهاصات والبشارات التي تبشر باقتراب موعود الله عز وجل الذي وعد به عباده المؤمنين، قال عز وجل: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} [الصف: 9].

وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: ((لا يذهب الليل ولا النهار حتى تعبد اللات والعزى)) قالت قلت يا رسول الله، إن كنت لأظن حين أنزل الله تعالى: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} أن ذلك تام، قال: ((إنه سيكون من ذلك ما شاء الله)) [رواه مسلم (2907)].

صورة للإمام زيد شاكر يصلي بمجموعة من الشباب المسلم في ساحة سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الأمريكية



ومما يوضح هذه البشارة:

ما رواه شداد بن أوس رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ((إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما ُزوي لي منها)) [رواه مسلم (2889)].

وعن تميم بن أوس الداري عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مَدَرٍ ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزًّا يعز الله به الإسلام وذلاً يذل به الكفر)) [رواه الإمام أحمد (4/130)].

ويظهر لك شدة خوف أعداء الإسلام من الصحوة الإسلامية المتنامية، من خلال صرخاتهم وأناتهم واستغاثاتهم، ويظهر لك من هلعهم اقتراب نهايتهم, وفريق منهم يتحدث بلسان المنصف بعد دراسة متعمقة ومعرفة عن قرب لحقيقة الإسلام، وطبائع المسلمين وعقائدهم ، فمن أقوال أولاء وأولئك ننقل لكم ما يفهم منه لا محالة أن المستقبل للإسلام.

صورة لبن غوريون مؤسس الكيان الإسرائيلي

هذا بن جوريون يرتجف ويقول: ((نحن لا نخشى الاشتراكيات، ولا الثوريات، ولا الديمقراطيات في المنطقة، نحن فقط نخشى الإسلام، هذا المارد الذي نام طويلاً، وبدأ يتململ من جديد)) اهـ [نقلاً عن أجنحة المكر الثلاث – للأستاذ عبد الرحمن حبنكة ص131]

- وهذا ((شعيا بومان)) –كاتب يهودي- يصيح في هلع وفَزع: ((إن على أوربا أن تظل خائفة من الإسلام، ذلك الدين الذي ظهر في مكة، لم يضعف من الناحية العددية، بل هو في ازدياد واتساع، ثم إن الإسلام ليس ديناً فحسب، بل إن من أهم أركانه الجهاد، وهذا ما يجب أن تتنبه له أوربا جيدًا)) اهـ

[من أجنحة المكر الثلاث ص131]

((ويقول المستشرق ((شاتلي)): ((إذا أردتم أن تغزو الإسلام، وتخضوا شوكته، وتقضوا على هذه العقيدة التي قضت على كل العقائد السابقة واللاحقة لها، والتي كانت السبب الأول والرئيسي لاعتزاز المسلمين وشموخهم، وسبب سيادتهم وغزوهم للعالم، عليكم أن توجهوا جهود هدمكم إلى نفوس الشباب المسلم والأمة الإسلامية بإماتة روح الاعتزاز بماضيهم، وكتابهم القرآن، وتحويلهم عن كل ذلك بواسطة نشر ثقافتكم وتاريخكم، ونشر روح الإباحية، وتوفير عوامل الهدم المعنوي، وحتى لو لم نجد إلا المغفلين منهم والسذج البسطاء لكفانا ذلك، لأن الشجرة يجب أن يتسبب لها في القطع أحد أغصانها)) اهـ

[من غزو العالم الإسلامي للمستشرق ((شاتلي)) ص264]

ويقول الدكتور ليندون هاريس [ L. Haris وهو من أعلام التبشير في القارة الأفريقية. مؤلف كتاب (الإسلام في أفريقيا الشرقية) والذي يتناول فيه أحوال الإسلام والمسلمين في هذه المنطقة لغرض اطلاع العاملين في التبشير على حقيقة الموقف للاستعداد لها بما يصلح من أساليب العمل].

((.. إن الإسلام هو الديانة الوحيدة التي تعد على الدوام (تحديًا) أو مناجزة لجهود التبشير والمبشرين)).[الإسلام في أفريقيا الشرقية، عن العقاد: ما يقال عن الإسلام، ص 65 – 66 ].

ويقول غوستاف لوبون [ Dr. G. Lebon ولد عام 1841م، وهو طبيب، ومؤرخ فرنسي، عني بالحضارات الشرقية. من آثاره: (حضارة العرب) (باريس 1884)، (الحضارة المصرية)، و(حضارة العرب في الأندلس)]: ((.. مع ما أصاب حضارة العرب من الدثور، كالحضارات التي ظهرت قبلها: لم يمس الزمن دين النبي [صلى الله عليه وسلم] الذي له من النفوذ ما له في الماضي، والذي لا يزال ذا سلطان كبير على النفوس، مع أن الأديان الأخرى التي هي أقدم منه تخسر كل يوم شيئًا من قوتها.. وتجمع بين مختلف الشعوب التي اتخذت القرآن دستوراً لها وحدة اللغة والصلات التي يسفر عنها مجيء الحجيج إلى مكة من جميع بلاد العالم الإسلامي. وتجب على جميع أتباع محمد [صلى الله عليه وسلم] تلاوة القرآن باللغة العربية بقدر الإمكان، واللغة العربية هي لذلك أكثر لغات العالم انتشارًا على ما يحتمل، وعلى ما بين الشعوب الإسلامية من الفروق العنصرية ترى بينها من التضامن الكبير ما يمكن جمعها به تحت علم واحد في أحد الأيام)) [حضارة العرب ، ص 126].

ويقول آرنولد توينبي [ Arnold Toynbee المؤرخ البريطاني المعاصر، الذي انصبت معظم دراساته على تاريخ الحضارات، وكان أبرزها – ولا ريب –

صورة لآرنولد توينبي المؤرخ المشهور

مؤلفه الشهير (دراسة للتاريخ) الذي شرع يعمل فيه منذ عام 1921 وانتهى منه عام 1961، وهو يتكون من اثني عشر جزءًا عرض فيها توينبي لرؤيته الحضارية للتاريخ. ولقد وضع المستر سومر فيل – تحت إشراف توينبي نفسه – مختصرًا في جزأين لهذا العمل الواسع بسط فيه جميع آراء المؤلف مستخدمًا عباراته الأصلية في معظم الأحيان، وحذف الكثير من الأمثلة والآراء دون إخلال بالسياق العام للكتاب، وهذا المختصر هو الذي ترجم إلى العربية في أربعة أجزاء، وهو الذي اعتمدناه هنا].((صحيح أن الوحدة الإسلامية نائمة، ولكن يجب أن نضع في حسابنا أن النائم قد يستيقظ إذا ثارت البروليتاريا العالمية للعالم المتغرّب ضد السيطرة الغربية، ونادت بزعامة معادية للغرب، فقد يكون لهذا النداء نتائج نفسانية لا حصر لها في إيقاظ الروح النضالية للإسلام، حتى ولو أنها نامت نومة أهل الكهف، إذ يمكن لهذا النداء أن يوقظ أصداء التاريخ البطولي للإسلام. وهناك مناسبتان تاريخيتان كان الإسلام فيهما رمز سموّ المجتمع الشرقي في انتصاره على الدخيل الغربي: ففي عهد الخلفاء الراشدين [رضي الله عنهم]، بعد الرسول [صلى الله عليه وسلم] حرّر الإسلام سوريا ومصر من السيطرة اليونانية التي أثقلت كاهلهما مدة ألف عام تقريبًا. وفي عهد (نور الدين) و(صلاح الدين) و(المماليك) احتفظ الإسلام بقلعته أمام هجمات الصليبيين والمغول. فإذا سبّبه الوضع الدولي الآن حربًا عنصرية، يمكن للإسلام أن يتحرك ليلعب دوره التاريخي مرة أخرى"[ الإسلام والغرب والمستقبل ، ص 739 ].

ويقول جورج سارتون [جورج سارتون ( 1884 – 1956 ) G. Sarton ولد في بلجيكا، وحصل على الدكتوراه في العلوم الطبيعية والرياضية (1911)، فلما نشبت الحرب رحل إلى إنكلترا، ثم تحول عنها إلى الولايات المتحدة، وتجنّس بجنسيتها فعين محاضرًا في تاريخ العلم بجامعة واشنطن (1916)، ثم في جامعة هارفارد (1917-1949). وقد انكب على دراسة اللغة العربية في الجامعة الأمريكية ببيروت (1931-1932) وألقى فيها وفي كلية المقاصد الإسلامية محاضرات ممتعة لتبيان فضل العرب على التفكير الإنساني، زار عددًا من البلدان العربية، وتمرس بالعديد من اللغات، ومنح عدة شهادات دكتوراه كما انتخب عضوًا في عشرة مجامع علمية وفي عديد من الجمعيات العالمية، وأشرف على عدد من المجلات العلمية.من آثاره: خلف أكثر من خمسمائة بحث، وخير تصانيفه وأجمعها: (المدخل إلى تاريخ العلم) في خمسة مجلدات (1927، 1931، 1947).

((.. إن شعوب الشرق الأوسط قد سبق لها أن قادت العالم في حقبتين طويلتين، طوال ألفي سنة على الأقل قبل اليونان، ثم في العصور الوسطى مدى أربعة قرون على الأقل. من أجل ذلك ليس ثمة ما يمنع تلك الشعوب من أن تقود العالم ثانية في المستقبل القريب أو البعيد))

[الثقافة الغربية في رعاية الشرق الأوسط ، ص 69]

(( ليس ما يمنع الشعوب العربية اليوم من أن تباري أسلافها وأن تستعيد ثانية مكانتها الأولى في قيادة العالم. ومع أن ذلك ليس سهلاً – ثم هو يصبح أشد صعوبة يومًا بعد يوم – فإنه ممكن)). [الثقافة الغربية في رعاية الشرق الأوسط ، ص 70]

ويقول: (( إن التقدم المادي الخالص مدمّر، وهو ليس تقدمًا على الإطلاق، بل تأخر أساسي. أن التقدم الصحيح – ومعناه تحسين صحيح لأحوال الحياة – لا يمكن أن يبنى على وثنية الآلات ولا على العتلات، ولكن يجب أن يقوم على الدين وعلى الفن، وفوق ذلك كله، على العلم، العلم الخالص، على محبة الله، على محبة الحقيقة، وعلى حب الجمال وحب العدل. وهذا يبدو لنا جليًا حينما نلقي نظرة واحدة إلى الوراء. من هم أولئك الذين كانوا رجالاً عظامًا في التاريخ؟ من هم أولئك الذين أحسنوا إلينا؟ ومن هم أولئك الرجال الذين نحن مدينون لهم بمسرات حياتنا ونعمها؟ لقد كانوا رجالاً أمثال أفلاطون وأرسطو وإقليدس وأرخميدس في تاريخ اليونان. أما في أثناء العصور الوسطى فكانوا رجالاً من أمثال الفارابي وابن سينا وابن الهيثم والبيروني والغزالي وابن رشد وموسى بن ميمون وأبي الفداء وابن خلدون.. إن ما نراه واضحًا حينما نلقي نظرة إلى الوراء يجب أن يكون واضحًا أيضًا حينما نمد نظرنا إلى الأمام فيهدي خطانا إلى المستقبل)). [الثقافة الغربية في رعاية الشرق الأوسط ، ص 72 – 73]

ويقول أيضًا: ((إن المدنية ليست مرضًا، ولكن من الممكن أن تنقلب عند أهل الجدل شرًا وفسادًا والمدنية ليست شرقية ولا غربية، وليس مكانها في واشنطن أكثر مما هو في بغداد. إنما يمكن أن تكون في كل مكان يكون فيه رجال صالحون ونساء صالحات يفهمونها ويعرفون كيف يستفيدون منها من غير أن يسيئوا استعمالها. والشرق الأوسط كان مهد الثقافة ومنه جاءت أسباب إنقاذ العالم في أثناء العصور الوسطى حينما بدأ الستار الحديدي في أوروبة يشطر العالم شطرين الأرثوذكسي والكاثوليكي. وها نحن اليوم ننظر إلى ماضي الشرق الأوسط بعين من عرفان الجميل ثم نرنو إلى مستقبله بعين من الأمل الحلو)) [الثقافة الغربية في رعاية الشرق الأوسط ، ص 74 – 75]

ويقول هنري دي كاستري [الكونت هنري دي كاستري (1850-1927) مقدم في الجيش الفرنسي، قضى في الشمال الأفريقي ردحًا من الزمن. من آثاره: (مصادر غير منشورة عن تاريخ المغرب) (1950)، (الأشراف السعديون) (1921)، (رحلة هولندي إلى المغرب) (1926)، وغيرهما]:

((.. إن للمسلمين في الصين منزلة علية. [ويخمّن] (وازيليف) وهو من الذين اشتغلوا بالإسلام في تلك النواحي أن مصيره القيام مقام مذهب (بوذا) وأن لمسلمي [الصين] اعتقادًا جازمًا بأن الإسلام لابدّ أن يسود حتى تزول به تلك الديانة القديمة البوذية، وهي مسألة من أهم المسائل، إذ الصين آهلة بثلث العالم أو تزيد، فلو صاروا كلهم مسلمين لأوجب ذلك تغييرًا عظيمًا في حالة تلك البلاد بأجمعها فيمتد شرع محمد [صلى الله عليه وسلم] من جبل طارق إلى المحيط الأكبر الهادي ويخشى على الدين المسيحي مرة أخرى ومعلوم أن أمة الصين أمة عاملة وإن هدأت أخلاقها وجميع الأمم تستفيد الآن من عملها فلو جاءها التعصب الإسلامي ذو البأس القوي لخشيت بقية الأمم من السقوط تحت سلطانها )).

وقال (مسيو مونته) [مونته ( 1856 – 1927 ) Montet أستاذ اللغات الشرقية في جامعة جنيف، من كتبه (محمد والقرآن)، وترجمة للقرآن، و(حاضر الإسلام ومستقبله)] (( لقد صار من المحقق أن الإسلام ظافر لا محالة على غيره من الأديان التي تتنازع البلاد الصينية)).

"ويقول (مسيو مونته): ((إن أكثر انتشار الإسلام في أفريقيا فهو يتقدم فيها تقدمًا سريعًا وينجح نجاحًا كليًا لأن أزر المسلمين فيها مشدود بما لهم من المكنة في الجهة الشمالية.. فلا ينازع الدين الإسلامي دين غيره لذلك يكثر عددهم وينمو الدين على الدوام)).

وغير ذلك من الأقوال والصيحات التي تستشعر قرب الانهزام أمام الإسلام، والتي لا تجد لها تفسيرًا إلا أن المستقبل للإسلام.

وفي المقابل تجد إقبالا ممن وفقوا لمعرفة حقيقة هذا الدين الخالد والشرع المنزل من لدن حكيم خبير، فتجد الآف العطشى يهرولون إلى رحاب الإسلام بعد أن عرفوا وتيقنوا أنه الدين الحق الذي ارتضاه الله عز وجل للعالمين، وأن المستقبل للإسلام :

- فهذا الأستاذ السابق بكلية اللاهوت الإنجيلية ( إبراهيم خليل فلوبوس ) واحد من الملايين الذين انقادوا لما وجدوا عليه آباءهم من غير بني الإسلام .. تنشأ في الكنيسة .. وترقى في مدارس اللاهوت .. وتبوأ مكانة مرموقة في سلم التنصير .. وبأنامل يديه خط عصارة خبرته الطويلة عدة مئات من الصفحات رسالة للماجستير تحت عنوان : ( كيف ندمر الإسلام بالمسلمين)؟! في علم اللاهوت كان ( فلوبوس ) متخصصاً لا يجارى .. وفي منظار ( الناسوت ) كان ابن الكنيسة الإنجيلية .. الأمريكية يتيه خيلاء ..

يقول الأستاذ إبراهيم : "في مؤتمر تبشيري دعيت للكلام، فأطلت الكلام في ترديد كل المطاعن المحفوظة ضد الإسلام، وبعد أن انتهيت من حديثي بدأت أسأل نفسي : لماذا أقول هذا وأنا أعلم أنني كاذب ؟! واستأذنت قبل انتهاء المؤتمر، خرجت وحدي متجهاً إلى بيتي، كنت مهزوزاً من أعماقي، متأزماً للغاية، وفي البيت قضيت الليل كله وحدي في المكتبة أقرأ القرآن، ووقفت طويــلاً عنـد الآية الكريمة :

{ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (الحشر:21).

وفي تلك الليلة اتخذت قرار حياتي فأسلمت، ثم انضم إلي جميع أولادي، وكان أكثرهم حماساً ابني الأكبر (أسامة) وهو دكتور في الفلسفة ويعمل أستاذاً لعلم النفس في جامعة السوربون". وبإسلامهم زادت بيوت الإسلام بيتاً.

- وهذا أستاذ مصري للقانون يعمل بإحدي الجامعات الأمريكية يقول: كنا في حوار قانوني, وكان معنا أحد أساتذة القانون من اليهود, فبدأ يتكلم ثم بدأ يخوض في الإسلام والمسلمين, فأردت أن أسكته فسألته: هل تعلم حجم قانون المواريث في الدستور الأمريكي؟.قال: نعم,أكثر من ثمانية مجلدات.فقلت له:إذا جئتك بقانون للمواريث فيما لا يزيد علي عشرة سطور,فهل تصدق أن الإسلام دين صحيح؟.قال: لا يمكن أن يكون هذا. فأتيت له بأيات المواريث من القرآن الكريم وقدمتها له فجاءني بعد عدة أيام يقول لي: لا يمكن لعقل بشري أن يحصي كل علاقات القربي بهذا الشمول الذي لا ينسي أحدا ثم يوزع عليهم الميراث بهذا العدل الذي لايظلم أحداً. ثم أسلم هذا الرجل.

فكانت آيات المواريث وحدها سبيلاً إلي اقتناع هذا الرجل اليهودي بالإسلام.

وهذا المفكر الانجليزي عبدالله كويليام [ولد سنة 1856، وأسلم سنة 1887، وتلقب باسم: (الشيخ عبد الله كويليام). من آثاره: (العقيدة الإسلامية) (1988)، و(أحسن الأجوبة)].

من أقواله: ((هذا القرآن الذي هو كتاب حكمة فمن أجال طرف اعتباره فيه وأمعن النظر في بدائع أساليبه وما فيها من الإعجاز رآه وقد مر عليه من الزمان ألف وثلاثمائة وعشرون سنة كأنه مقول في هذا العصر إذ هو مع سهولته بليغ ممتنع ومع إيجازه مفيد للمرام بالتمام. وكما أنه كان يرى مطابقًا للكلام في زمن ظهوره لهجة وأسلوبًا كذلك يرى موافقًا لأسلوب الكلام في كل زمن ولهجة، وكلما ترقّت صناعة الكتابة قدرت بلاغته وظهرت للعقول مزاياه. وبالجملة فإن فصاحته وبلاغته قد أعجزت مصاقع البلغاء وحيرت فصحاء الأولين والآخرين. وإذا عطفنا النظر إلى ما فيه من الأحكام وما اشتمل عليه من الحكم الجليلة نجده جامعًا لجميع ما يحتاجه البشر في حياته وكماله وتهذيب أخلاقه.. وكذا نراه ناهيًا عما ثبت بالتجارب العديدة خسرانه وقبحه من الأفعال ومساوئ الأخلاق.. وكم فيه ما عدا ذلك أيضًا ما يتعلق بسياسة المدن وعمارة الملك، وما يضمن للرعية الأمن والدعة من الأحكام الجليلة التي ظهرت منافعها العظيمة بالفعل والتجربة فضلاً عن القول..)) ( العقيدة الإسلامية، ص ، ص 139 – 140).

ويقول: ((إن من ضمن محاسن القرآن العديدة أمرين واضحين جدًا أحدهما علامة الخشوع والوقار التي تشاهد دائمًا على المسلمين عندما يتكلمون عن المولى ويشيرون إليه.. والثاني خلوّه من القصص والخرافات وذكر العيوب والسيئات وإلى آخره، الأمر الذي يؤسف عليه كثيراً لوقوعه بكثرة فيما يسميه المسيحيون (العهد القديم)..)) ( أحسن الأجوبة عن سؤال أحد علماء أوروبة، ص 23 – 26).

وتقول عائشة برجت هوني [عائشة برجت هوني Ayesha Bridget Honeyنشأت في أسرة إنكليزية مسيحية، وشغفت بالفلسفة، ثم سافرت إلى كندا لإكمال دراستها، وهناك في الجامعة أتيح لها أن تتعرف على الإسلام، وأن تنتهي إليه، وقد عملت مدرسة في مدرسة عليا في نيجيريا]: ((يعيش العالم الغربي اليوم في ظلام، وليس هناك أي بصيص من الأمل في قيام الحضارة الغربية بتوفير سبيل لتخليص الروح والنفس. فكل من يعرف الوضع الحقيقي للمجتمعات الغربية يلمس هذا القلق والحيرة العالمية التي تختفي خلف بريق التقدم والإبداع المادي الزائف. فالناس في الغرب (والشرق) يبحثون عن مخلّص من العقبات التي تحيق بهم. ولكنهم لا يرون منها مخرجًا. فبحثهم عقيم.. والانسجام اللطيف في الإسلام بين مستلزمات الجسد ومتطلبات الروح يمكن أن يمارس تأثيرًا قويًا في أيامنا هذه. وبوسعه أن يبيّن للحضارة الغربية السبيل المؤدي إلى الفلاح والخلاص الحقيقيين وأن يقدم للرجل الغربي التصور الحقيقي للحياة وأن يقنعه بالجهاد في سبيل مرضاة الله..)) [ رجال ونساء أسلموا ، 1 / 63 – 64].

ويقول كوفهي لال جابا : [خالد لطيف جابا K. Lal Gaba رجل سياسي ومؤلف وصحفي، ولد في مدينة لاهور، منحدرًا من أسرة هندوكية عظيمة الثراء، عالية التعليم، لها مكانتها بين الهندوس. وبعد أن أعلن إسلامه انتقل للحياة في بومبي. ومن أشهر مؤلفاته كتاب: (الأصوات العامرة)، وآخر بعنوان: (رسول الصحراء)].

((.. إن الإسلام بوسعه تلبية كافة حاجات الإنسان في العصر الحاضر، فليس هناك أي دين كالإسلام يستطيع أن يقدم أنجح الحلول للمشكلات والقضايا المعاصرة. فمثلاً أشد ما يحتاج إليه العالم اليوم الأخوة والمساواة، وهذه، وجميع الفضائل لا تجتمع إلا في الإسلام لأن الإسلام لا يفاضل بين الناس إلا على أساس العمل والبذل)) [رجال ونساء أسلموا 6 / 102 – 103].

((إن الإسلام هو أفضل دين للبشرية، فبينما نجد أماكن العبادة في الأديان الأخرى خاوية في أغلب الأحيان، نرى أن المساجد تزخر بالمؤمنين وخاصة من الشباب الذين يعبدون الله خمس مرات في اليوم بأعداد كبيرة، وهذا أكبر دليل على أن الإسلام لا يزال بخير تمامًا كما كان دائمًا في الماضي. فالإسلام يتغلغل في حياة المسلم بكل تفاصيلها، بل له الكلمة الفصل في كل نشاط يقوم به المسلم وليس هناك أي دين آخر غير الإسلام لديه الإمكانية لحل كافة مشكلات الناس في العالم الحديث، وهذا هو امتياز الإسلام وحده)) [رجال ونساء أسلموا 6 / 103 – 104].

وأخيرًا أختم بكلمة السياسي والصحفي الهندي كوفهي لال جابا - خالد لطيف جابا: ((ليس هناك أي دين آخر غير الإسلام لديه الإمكانية لحلّ كافة مشكلات الناس في العالم الحديث، وهذا هو امتياز الإسلام وحده..))

وهكذا فإن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والدلالات الكونية، وشهادات المنصفين، وصرخات الحاقدين الخائفين، وأقوال المهتدين، كلها تصرح بحقيقة واحدة وتقودنا إلى نتيجة حتمية وهي أن المستقبل للإسلام لا محالة.


منقول بتصرف عن موسوعة الاعجاز العلمى فى القرآنhttp://www.55a.net/firas/arabic/