الاثنين، ١٤ يناير ٢٠٠٨

قصص لها معان

كان هناك صياد سمك.. جاد في عمله
كان يصيد في اليوم سمكة فتبقى في بيته .. ماشاء الله أن تبقى
حتى إذا أنتهت .. ذهب إلى الشاطئ .. ليصطاد سمكة أخرى
وفي ذات يوم ..
وبينما كانت زوجة الصياد تقطع ما أصطاده زوجها ، إذا بها ترى أمرا عجبا !!
رأت .. في داخل بطن تلك السمكة لؤلؤة !!!
تعجبت !! لؤلؤة .. في بطن سمكة ..؟؟
سبحان الله ..
زوجي .. زوجي .. أنظر ماذا وجدت ..؟؟
ماذا ؟؟ إنها لؤلؤة
يا لك من زوجة رائعة .. أحضريها .. علنا نقتات بها يومنا هذا .. ونأكل شيئا غير السمك
أخذ الصياد اللؤلؤة ..
وذهب بها إلى بائع اللؤلؤ الذي يسكن في المنزل المجاور
السلام عليكم
وعليكم السلام
القصة هي أننا وجدنا لؤلؤة في بطن السمكة .. وهذه هي اللؤلؤة
أعطني أنظر إليها ..
يااااااااه .. إنها لا تقدر بثمن .. !! ولكنني لا أستطيع شراءها ..
لو بعت دكاني وبيت جاري وجار جاري ما أحضرت لك ثمنها !!
لكن .. إذهب إلى شيخ الباعة في المدينة المجاورة .. لعله يستطيع أن يشتريها منك ..!!! وفقك الله
أخذ صاحبنا لؤلؤته .. وذهب بها إلى البائع الكبير .. في المدينة المجاورة وعرض عليه القصة
دعني أنظر إليها ..
الله .. والله يا أخي .. إن ما تملكه لا يقدر بثمن !!
لكني وجدت لك حلاً .. إذهب إلى والي هذه المدينة..
فهو القادر على شراء مثل هذه اللؤلؤة !!
أشكرك على مساعدتكـ
وعند باب قصر الوالي ..
وقف صاحبنا ومعه كنزه الثمين ينتظر الإذن له بالدخول
وعند الوالي
سيدي .. وعرض عليه القصة ..
وهذا ما وجدته في بطنها ..
الله .. إن مثل هذه اللآلئ هو ما أبحث عنه ..
لا أعرف كيف أقدر لك ثمنها ..
لكن سأسمح لك بدخول خزنتي الخاصة ..
ستبقى فيها لمدة ست ساعات .. خذ منها ماتشاء .. وهذا هو ثمن هذه اللؤلؤة !!!
سيدي .. علك تجعلها ساعتان .. فست ساعات كثيرة على صياد مثلي
فلتكن ست ساعات .. وخذ من الخزنة ما تشاء
دخل صاحبنا خزنة الوالي وإذا به يرى منظراً مهولا !!
غرفة كبيرة جداً .. مقسمة إلى ثلاثة أقسام .. !!
قسم مليء بالجواهر والذهب واللآلئ .. !!
وقسم به فراش وثير لو نظر إليه نظرة لنام من الراحة!
وقسم به جميع مايشتهي من الأكل والشرب ..
الصياد محدثاً نفسه
ست ساعات ؟؟
إنها كثيرة فعلاً على صياد بسيط الحال مثلي أنا ؟؟
ماذا سأفعل في ست ساعات ..
حسناً .. سأبدأ بالطعام الموجود في القسم الثالث ..
سآكل حتى أملأ بطني ..
حتى أستزيد بالطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر من الذهب !
ذهب صاحبنا إلى القسم الثالث ..
وقضى ساعتان من المكافأة ..
يأكل ويأكل .. حتى إذا إنتهى ..
ذهب إلى القسم الأول ..
وفي طريقه إلى ذلك القسم .. رأى ذلك الفراش الوثير .. فحدث نفسه الآن ..
أكلت حتى شبعت .. فمالي لاأستزيد بالنوم الذي يمنحني الطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر ممكن ..
هي فرصة لن تتكرر .. فأي غباء يجعلني أضيعها!
ذهب الصياد إلى الفراش .. إستلقى ..
وغط في نوم عمييييييييييييييييييييييييييييق
وبعد برهة من الزمن ..
قم .. قم أيها الصياد الأحمق .. لقد إنتهت المهلة!
هاه .. ماذا ؟؟
نعم .. هيا إلى الخارج
أرجوكم .. ما أخذت الفرصة الكافية
هاه .. هاه .. ست ساعات وأنت في هذه الخزنة ..
والآن أفقت من غفلتك ! تريد الإستزادة من الجواهر ؟
أما كان لك أن تشتغل بجمع كل هذه الجواهر ..
حتى تخرج إلى الخارج فتشتري لك أفضل الطعام وأجوده .. وتصنع لك أروع الفرش وأنعمها ..
لكنك أحمق غافل .. لا تفكر إلا في المحيط الذي أنت فيه ..
خذوه إلى الخارج !!
لا .. لا ..
أرجوكم .. أرجوكم ...
لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

(( إنتهت قصتنا ))
لكن العبرة لم تنتهي


أرأيتم تلك الجوهرة
هي روحك أيها المخلوق الضعيف
إنها كنز لا يقدر بثمن ..
لكنك لا تعرف قدر ذلك الكنز
أرأيت تلك الخزنة ..؟؟
إنها الدنيا
أنظر إلى عظمتها وأنظر إلى إستغلالنا لها
أما عن الجواهر
فهي الأعمال الصالحة
وأما عن الفراش الوثير
فهو الغفلة
وأما عن الطعام والشراب

فهي الشهوات

والآن .. أخي صياد السمك ..
أما آن لك أن تستيقظ من نومك .. وتترك الفراش الوثير
وتجمع الجواهر الموجودة بين يديك قبل أن تنتهي تلك الست ...
فتتحسر والجنود يخرجونك من هذه النعمة التي تنعم بها ؟؟

ليست هناك تعليقات: