الجمعة، ١٥ فبراير ٢٠٠٨

الاسائة الغربية للرسول باقلام المحللين

فهمي هويدي: من دروس الحملة الأوروبية على نبي الإسلام

لا أستطيع أن أخفي عدم ارتياحي للعنف الذي استخدم ضد بعض السفارات الدنماركية والنرويجية في الخارج، لكن غضبي لكرامة نبي الإسلام الذي أهين في البلدين أكبر، فضلا عن أنني أزعم أن موقف حكومة الدنمارك بوجه أخص يتحمل جانباً كبيراً من المسؤولية عن الذي جرى لسفاراتها، ولأنني أحسب أنني لست بحاجة لأن أشرح لماذا كان الغضب كبيراً لكرامة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي وعند غيري، فإنني سأتوقف قليلاً أمام النقطتين الأخريين.

ذلك لم يحدث للأسف، الأمر الذي ينبهنا إلى ان الثقافة السائدة لم تستوعب لا فقه انكار المنكر كما تعلمناه في الإسلام، ولا أساليب النضال المدني وفنونه التي تقدمت كثيراً في عالمنا المعاصر، فقد تعلمنا أن للانكار درجات، كما أن له أصولاً وقواعد، منها مثلا أن يؤدي الانكار إلى تحقيق المراد، وأنه لا يتسبب في وقوع منكر أشد منه وأكبر، وهو ما لم يحدث في الحالة التي نحن بصددها، حيث تناقلت وسائل الإعلام العالمية صور السفارات الدنماركية وهي تحترق، في حين تجاهلت الصور التي أهانت نبي الإسلام وأثارت ثورة المسلمين.

من ناحية أخرى، فإن جوهر النضال المدني يقوم على فكرة استخدام الأساليب السلمية التي تحترم القانون في إيصال رسالة الاحتجاج والغضب، وقد أشرت تواً إلى مسألة التظاهر السلمي، التي هي أبسط تلك الأساليب، التي سبقتنا إليها الممارسة في الديمقراطيات الحديثة، لكننا تخلفنا في هذا الباب، لأنه ليست لدينا ديمقراطيات تفرزها!

في هذه الأثناء أطلقت الدعوة إلى مقاطعة البضائع الدنماركية، وهي الدعوة التي حققت نجاحاً نسبياً في العالم العربي على الأقل، الأمر الذي أزعج السلطات في كوبنهاجن، التي تعرضت لضغوط قوية من المؤسسات الاقتصادية صاحبة المصالح الكبرى في المنطقة، فنشرت الصحيفة التي أثارت الفتنة اعتذاراً خجولاً باللغة العربية على إحدى صفحاتها، في حين تمسكت بموقفها الذي زعمت أنه يمارس «حرية التعبير»، فيما نشرته باللغة الدنماركية في نفس العدد، وفي الوقت ذاته صدرت عن المسؤولين في الحكومة الدنماركية تصريحات تحدثت بشكل عام عن أهمية احترام أديان الآخرين، ولم تتضمن أي حديث صريح عن الاعتذار للمسلمين عما أقدمت عليه الصحيفة، التي وفرت لها الحكومة الغطاء الأدبي والسياسي.

بقيت بعد ذلك عدة ملاحظات على المشهد ألخصها فيما يلي:

* إن سلاح المقاطعة الشعبية أثبت جدارته، باعتباره يمس المصالح الغربية في اقتصادها (الذي هو أعز ما تملك)، وهو سلاح ينبغي الاحتفاظ بفعاليته، لأهميته البالغة من ناحية، ولأنه يعد من أقوى أساليب النضال المدني تأثيراً، ويحسب لأزمة الرسوم الكاريكاتورية أنها دفعت البعض إلى التنادي لاستحضار ذلك السلاح المعطل، الذي نحن أشد ما نكون حاجة لاستخدامه على جبهات أخرى، خصوصاً في مواجهتنا للضغوط ومظاهر العدوان الغربي الكثيرة على أمتنا.

* إن الموقف الشعبي من الأزمة أسبق وأقوى كثيراً من الموقف الرسمي في العالم العربي والإسلامي، وإذ نقدر الجهود والمواقف التي عبرت عنها منظمة المؤتمر الإسلامي وعدد من الحكومات العربية لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، إلا أننا يجب أن نعترف بأن النتائج ستصبح أفضل كثيراً لو تضأمنت أغلب أو كل الحكومات الإسلامية في اتخاذ موقف حازم من حكومة الدنمارك، وهو الحد الأدنى، لو أن وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في العالم العربي على الأقل، عقدوا اجتماعاً طارئاً وأصدروا بياناً مشتركاً أعلنوا فيه موقفهم الرافض لإهانة نبي المسلمين، وهم الذين لم يقصروا ـ فرادى ومجتمعين ـ بل وتنافسوا في الحملة ضد الإرهاب وأهله

الشيخ السيد عسكر: لماذا يكرهون نبي الرحمة؟!

يعتقد المسلمون جميعًا أن الله تبارك وتعالى رفع قدر الأنبياء والمرسلين، وأعلى من شأن عباده الصالحين، وقد بيَّن الله ذلك في كثير من آيات القرآن الكريم، كما أمر الله عز وجل أمةَ محمد- صلى الله عليه وسلم- بالاقتداء برسل الله أجمعين؛ لأنهم الأسوة الحسنة والقدوة الطيبة ورسل الهداية.

إن العالم اليوم تحت القيادة الغربية يُسرع الخطى نحو الهاوية، والبشرية تحفر قبرها بظلفها، وتبحث عن قوارير الدواء لتحطِّمَها حتى تسدَّ على نفسها الطريق الموصل إلى الشفاء.. إن ما نراه اليوم على الساحة العالمية عجيبٌ وغريبٌ.. البشرية تنتحر وتقاوم مَن يملك إنقاذَها وتحاول قتلَ مَن يملك الدواء لعللها وأسقامها.

إن من الصعب على الأوروبي الذي تربَّى تربيةً مسيحيةً مغلقةً أن يتحرر من الأفكار التي طالما لاقت رواجًا على مرِّ القرون الطويلة بأن محمدًا- صلى الله عليه وسلم- كان نبيًّا كاذبًا ومخادعًا ومحبًّا للشهوات وداهيةً سياسيًّا، كما أن من الصعب على هذا الأوروبي أن يفهم معنى إجلال المسلمين الكبير لرسولهم- صلى الله عليه وسلم- وتوقيرهم إياه باعتباره أكمل إنسان على وجه الأرض.. يقول مصطفى صادق الرافعي في كتابه (وحي القلم): لو اجتمعت فضائل الحكماء والفلاسفة والمتألِّهين وجُعلت في نصاب واحد ما بلغت أن يجيء منها مثل نفسه- صلى الله عليه وسلم- ولأن الله هو الذي ربَّاه ولأنه كان خلقه القرآن بجماله وكماله

عمار تقي: الغرب يكيل بمكيالين

ولكن كيف يعتبر هذا الغرب «المتحضر» أن اهانة المقدسات والرموز الدينية هو نوع من أنواع حرية التعبير والرأي؟ وكيف تسمح لهم ديموقراطيتهم «المتحضرة» أن ينالوا ويستهزؤوا ويسخروا بهذا الشكل المقزز بأقدس المقدسات الاسلامية من دون أدنى اعتبار لمشاعر ملايين المسلمين في أنحاء العالم كافة؟

بلا شك أن هذا الغرب «المتحضر» صاحب شعار الحرية والديموقراطية واحترام حقوق الانسان يعيش اشكالية رهيبة لمفهوم

الحرية والديموقراطية، وخير مثال على هذا التناقض الصارخ هو القانون الذي صدر في الولايات المتحدة قبل نحو عامين، والذي يقضي بادراج الأنشطة والممارسات كافة التي تنتقد أو تتعرض في أي بقعة من بقاع العالم الى اليهود ضمن تقرير سنوي تصدره الخارجية الاميركية عن حقوق الانسان، يهدف الى مناهضة السامية ضمن اطار دولي يسمح للسلطات الاميركية بملاحقة أي فرد أو جماعة تنتقد اليهود (مجرد النقد)؟!

نعم..هذا الغرب «المتحضر» الذي يمنع منعا باتا توجيه النقد لأي شخص يهودي عادي، نجده عندما يصل الأمر الى الهجوم السافر والساقط على مقام رسول الاسلام (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) أو الى اهانة كتابنا المقدس «القرآن الكريم» أو التطاول على مقدساتنا ومعتقداتنا ورموزنا الدينية، فانه يعتبر كل ذلك من باب «حرية الرأي والتعبير والديموقراطية»!

حقا أي اشكالية رهيبة للحرية وللديموقراطية يعيشها هذا الغرب «المتحضر»!

جون إل. إسبوزيتو: المسلمون والغرب.. هل هي حرب ثقافية؟

الغرب بين الإسلاموفوبيا والإكسونوفوبيا

من ضمن الأسئلة الأولى التي وُجهت إلى من قبل الإعلام الأوربي والأمريكي واللاتيني -بصدد هذا الصراع الجاري- ذلك السؤال القائل: "هل الإسلام مضاد للقيم الغربية؟ بمعنى آخر، هل نحن بصدد حرب ثقافية؟". إن إجابة ذلك السؤال تعتمد على طرح أسئلة استيضاحية أخرى تنص على الآتي: ما هي تلك القيم الغربية التي نقصدها ونتحدث بشأنها؟ هل هي تلك القيم الغربية العلمانية التي لا تُميز دينا بعينه، في سبيل إفساح الطريق لجميع الأديان، وفي سبيل حماية المؤمن وغير المؤمن سواء؟ أم أنها تلك القيم الغربية "العلمانية الأصولية" المضادة للدين، والتي تزداد بسرعة شديدة ومكثفة ضد الإسلام منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟.

إن ما نشهده اليوم لا يمت للقيم الديمقراطية الغربية بصلة، فالإعلام الأوربي يعكس اليوم مجتمعا مصابا بالإسلاموفوبيا (كره غير عقلاني لكل ما هو إسلامي) والإكسونوفوبيا (كره غير عقلاني لكل ما هو أجنبي). وإن الرسومات الأخيرة لهي أكبر دليل على الرغبة في الاستفزاز، فهي لا تستخف بـ"أسامة بن لادن" أو بـ"أبو مصعب الزرقاوي"، وإنما هي تستخف بأكثر الرموز قداسة في حياة المسلمين، والغريب أن كل ذلك الاستخفاف يحدث في ظل أسطورة حرية التعبير.

ولكن ما الذي يُحرك ردود أفعال المسلمين؟ في الوهلة الأولى، يقوم بعض المتخصصين طارحين تساؤلهم المعروف: "لماذا يكرهوننا"؟ وتأتي الإجابة "التقليدية الحكيمة": "إنهم يكرهون نجاحنا، وديمقراطيتنا، وحريتنا...". كم هي إجابة سهلة ومُريحة!! وكم هي إجابة خاطئة!! إن من يطلق مثل هذه الإجابة لا يعرف ولا يعترف بأن المحاور الأساسية لهذه "الحرب الثقافية"، الجارية الآن، تتمثل أولا وأخيرا في المعتقدات الإيمانية، وفي الدور الرئيسي للنبي محمد في الإسلام، وفي الحب الذي يحظى به، باعتباره المثل الأعلى والقدوة الحسنة التي يجب أن تُحاكى من قبل المسلمين. إن من يطلق هذه الإجابة لا يدرك محورية الهوية في الحرب الجارية الآن، تلك الهوية التي أُهينت أشد إهانة، والتي نُكل بها أشد تنكيل. فهل كان بإمكان الإعلام الأوربي ذاته -بتوجهه العام- إصدار رسومات كاريكاتيرية مشابهة عن اليهود أو عن الهولوكوست؟ وقد عبر عن ذلك أكبر الأرباب اليهود في فرنسا، "جوزيف سيتروك"، قائلا: "نحن لا نكسب شيئا من الاستهانة بالأديان. إنه نقص في الصدق والاحترام". وقال أيضا: "إن حرية التعبير ليست حقا دون حدود". (إف.بي. 3 فبراير).

أمريكا وأوربا.. أسلوب نفعي

إن الرسومات الكاريكاتيرية المعنية، التي تُسفه وتُحقر من النبي والإسلام، لهي مثيرة للغضب حقا. فهي تدفع إلى الشعور بالاحتقان والازدراء والهامشية في صدور المسلمين، الأمر الذي سيؤدي حتما إلى بناء جدار عازل بين الغرب والمسلمين المعتدلين الذين سيُسهل استدراجهم واستقطابهم -في أغلب الظن- من قبل المتطرفين. بل إن تلك الرسومات ستدعم الأنظمة المستبدة التي تعارض الديمقراطية، وستفتح لها مجالا أوسع لمهاجمة الديمقراطية باعتبارها مضادة للدين والإسلام، كما تزعم تلك الأنظمة.

إن الأسلوب النفعي الماكر الذي استخدمه "رامسفيلد" لوصف الصراع، لا يترك مجالا لتوجيه أي نقد كان تجاه الغرب. فخطابه بمؤتمر "ميونيخ" لم يحمل أية محاولة للتفريق بين أهداف الحركات الإسلامية المختلفة، ولم يحمل أي اعتراف بفشل السياسات الأمريكية في العراق، بل لم يحمل جملة اعتراف واحدة بالدور التاريخي الذي لعبه الغرب في خلق ذلك الغضب المشروع الذي طالما عانى منه المسلمون، إنما حمل خطابه اختزالا للصراع، من خلال صب اللوم كله على العالم المسلم الذي يكافح دوما -ودون فائدة- للوصول إلى تلك الحرية التي يعيشها الغرب، كما يزعم "رامسفيلد".

لا مساومة في القيم

لا تجوز المساومة في المبادئ والقيم الأساسية، ومن ثم لا تجوز المساومة في مبدأ وقيمة حرية التعبير. إلا أن الحريات لا تتواجد في فراغ، بمعنى أنها لا تتواجد دون حدود. ففي كثير من الدول، يمثل التعبير المُحضّ على الكره (مثل إنكار الهولوكوست، أو تحفيز التعصب العرقي، أو دعم الاستئصال البشري) جريمة، يعاقب عليها القانون. وإن ديمقراطيتنا العلمانية الغربية لا تكفل فقط حرية التعبير، وإنما تكفل أيضا حرية العقيدة، فالاعتقاد وعدم الاعتقاد -سواء- يحتاجان إلى الحماية.

إن العولمة ومعها الغرب المتعدد ثقافيا ودينيا صارا محك الاختبار على مصداقية قيمنا الديمقراطية النبيلة. بمعنى آخر، إن التعددية والتسامح في حاجة اليوم إلى فهم أكبر واحترام أكثر، سواء من قبل غير المسلمين أو من قبل المسلمين.

إن حرية الاعتقاد في داخل مجتمع متعدد لا بد أن تعني وجود بعض المقدسات التي يجب معاملتها كما تستحق، وكما ينبغي. وإن الإسلاموفوبيا -الآخذة في التوغل كسرطان اجتماعي- تمثل خطرا وتهديدا لأصول حياتنا ذات السمة التعددية الديمقراطية، ومن ثم يتحتم علينا رفضها، كرفضنا لحركة مناهضة السامية. وبناء عليه، فإنه يلزم على جميع قادتنا السياسيين والدينيين، وعلى جميع المتخصصين والمعلقين لدينا -وبالطبع على جميع وسائل إعلامنا- أن يقودوا المسيرة سويا لحماية قيمنا النبيلة.

الشيخ رائد حليحل: بالأمس الدانمرك واليوم السويد ... معها ... فهلا فعلّنا المطالبة بحقنا ؟!

فقد أقيم في السويد معرض بعنوان (الكلب في الفن)، وقام أحدهم، ويقال عنه (فنان)، بجرأة كبيرة وحماقة أكبر بالإقدام على إقحام خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم بهذه الحماقة ، فرسمه على هيئة كلب –والعياذ بالله- ولكن المعرض رفض نشرها وعارض ذلك أيضا مديرة مدرسة ، فما كان من الجريدة سيئة الذكر –اليولاند بوستن الدنماركية - إلا أن تبنت القضية كما تبنت الجريمة السابقة ، وبنفس الحجة - حرية التعبير والرأي - فأقدمت على نشر رسم منها مصحوبا بمقال ينعى الحرية في بلادها ويستنكر عدم النشر، ويعد ذلك من باب قمع الحريات،

نحن نرى أن الطريقة المتبعة في الغرب هي نفسها، فالسويد التي أدانت رسومات الدنمرك، بل أمرت وزيرة خارجيتها وقتها بإقفال موقع عزم على نشرها، وكلفها ذلك استقالتها، نجد السويد اليوم - وبعد احتجاجات من باكستان عندما اظهر سفير السويد تفهما وتعاطفا مع المسلمين واستنكارا للرسومات - تصريحا لمسؤول في الخارجية السويدية، أن هذا الكلام المنسوب لسفيرهم غير دقيق، بل صرح رئيس وزرائهم انه يأسف وللأسف حكاية كبيرة، وكأن التاريخ يعيد نفسه، فأيام الدانمرك لم نحظ منهم بأي اعتذار بل حاولوا اللعب على الألفاظ واستخدموا كلمة الأسف التي لا تعني في قاموسهم سوى تفهمهم لإنزعاجزك مع عدم الإقرار بأنهم أساؤوا، ويتابع رئيس وزراء السويد كما فعل أخوه من قبل (رئيس وزراء الدانمرك) أنه لا يستطيع أن يقمع الحريات ولا أن يعتذر عما فعله غيره، وهكذا مواقفهم واحدة واضحة بل وقحة لم تتغير ولم تتبدل، حتى أن الصحيفة السويدية قالت كأختها الدانمركية من قبل (لن يسمع المسلمون منا أيّ اعتذار) .

نعم إذا كان مطلوبا من المقيمين في الغرب الدعوة إلى الله والعمل حسب وسعهم، فإن هذا لا يعفي المسلم القادر المقيم بين ظهراني المسلمين أن يكون له موقف متميز، يرتقي إلى مستوى الحدث، بل إن الإغراق في الكلام عن الخطط، بعيدة المدى - والآن تحديدا - كأنه هروب من فريضة الوقت في إظهار الشعور بالإهانة، والتحرق لذلك والغضب لله، وإظهار ذالك حتى لا يكون سكوتنا -بحجة الأناة والروية- مؤشرا خطيرا يفهم منه القوم أننا استسلمنا، ولن ننبس ببنت شفة، بل سيبقى صوتنا مدويا، لم ولن نقبل بالتطاول على نبينا، حتى لو كان ذالك على حساب أرواحنا.

ليست هناك تعليقات: